متعب هذا الصبح / بقلم: ذ. نور الدين برحمة / المغرب


كم اتعبني هذا الصبح حين يشرق فجره على الفراغ …فقط تتمدد الحياة …خيبة …إشراقة …خيبة …ولازلت انام على اليوم وعلى الغد ولا اريد ان فتح صدري ولاشباك نافذتي على الريح …
هارب انا من نوم الى نوم …فالايام منذ غنت فيروز عائدون …لكننا هنا قابعون …امشي وجسدي ترهل من النسيان ووجهي تجاعيده بعدد الخيبات …كلما رسمت لوحة اقصاني الجمال الى أبعد نقطة فلا انا بالفنان ولا بالشاعر …اكتب فقط لاعشق الحروف التي تغني الامس …لم احلم ان اكون فنانا ولا شاعرا ولا حتى حالما… كنت اريد ان امر بين الحارات لارى عاشقة اخرى من زمن اخر …وأكون ذلك الانسان الذي يعشق انسانيته ….في زمان الحلم الذي كان عانقت كل الأفكار التي كانت تكتب الانسان … وغنيت وسط الجموع … هتفنا بانبثاق فجر جديد
لم أكن أحب شعراء المديح ولا شعراء الهجاء…. كنت فقط اتغنى بقصيدة تحمل زغاريد الامهات على عتبات تلك المنازل العامرة برائحة العشق الجميل …اه كم اشتقت الى لحن واغاني مرسيل المفعمة برائحة الفلفل والسردين …كنت اشم عن بعد رائحة امي … يا امي… لم تكن لي ثقافة الورد و لا العطر… كنت اعرف منها فقط رائحة النعناع الذي كان بدكان جارنا القديم الذي مات ورائحة النعناع والشاي تتعقبه إلى مدينته الجديدة ….كان صديقي الذي كان …بين المدرجات عشقنا وقلنا ونحن نعانق الشمس سنأتي من بعيد… وانبثق لحننا مع ذلك الهجهوج الغيواني… كان كلما اهتز بوجميع اهتزت اجسادنا النحيفة …
لم اكن احلم ان اكون كما أنا …انا صنيعة الخيبات …انا صنعية حلم انكسر كقصعة أمي حين خانها العمر …انا لم اكن اصلح مطلقا أن أكون شاعرا …لاني خارج دائرة المجاز والسجع ..ووو ..وكل المحسنات …انا من اطرق حقل الفقهاء…وحقل التصوف …بحثا عن حقيقتي بين المتون …انا من دخل من بوابة التيه ليعانق فوكو و هيدكر… لم اهتم يوما بغير السؤال …والسؤال ….لم اكن اريد ان اكون كما أنا لكنها الخيبات التي اوهمت الغير اني ذلك الشاعر الذي يلهث وراءمنبر الشعراء …فيصدح بالقصيد …ويفرح …ويفرح عندما يصفق الجموع …
أقف هنا واقول كم اتعبني هذا الصبح …حين تشرق شمسه فتراني كما كنت منذ ألف عام
شكرا للفلسفة التي أخرجتني من دائرة الوهم وانت كنت جد بعيد عن الفلسفة..
نورالدين وكفى ….متعب هذا الصبح…
11/8/2020

ذ. نور الدين برحمة / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *