نامت المدينة / بقلم: ذ. عبد الرحيم المعيتيق / المغرب


حل المساء.
ولج الليل
اشتعلت مصابيح الأعمدة الطويلة.
نامت المدينة.
تسكع في شوارعها…
زمهرير الشتاء.
انبسطت تلك الشوارع
أخذت مساحتها القانونية.
شبر من رصيفها احتله ليلا…
قهرا…
عجوز تاه به الخلاء.
جمع أوراقا كرتونية.
رمتها تلك الضمائر
في واضحة النهار.
افترشها سعيدا بوجودها
بقربها من ركنه المألوف.
تمدد وهو يحلم بليلة قاسية.
عاده تيار الهواء
لسع بنانه
جسده
عطفت عليه كومة الأوراق البالية.
غطته وشيء من الغبار.
نام كما نامت المدينة.
أزهار الشوارع…
أصابها الأرق والانهيار.
باتت متفتحة…
حزينة.
حتى انطفاء الأنوار.
أشفق الصقيع على حالها
ولم يهتم لحال غيرها.
ترجته بأن يرحل هذه الأيام.
فهو لا يعلم.
وإن كان يعلم.
مجيئه لم يخالف المسار.
وإن كان يعلم.
فالعجوز لن يسلم.
فالزرقة لونت جسده
جمدت أحشاءه
حبست أنفاسه
والمدينة لا زالت نائمة.
فلا هي مشفقة رحيمة.
ولا ساكنتها
بحال العجوز تعلم.
شاعت الأخبار.
كأن شيئا لم يكن.
صار حادثه…
على لسان الأشرار.
ككذبة…
كأحجية…
من أحجيات الصغار.

ذ. عبد الرحيم المعيتيق / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *