نسيمة / بقلم: ذة. سعيدة محمد صالح / تونس


“كنت مشغولة بنقش لوحة النّحاس وتقبيبها، عندما تقدّمت منّي زميلتي، وهي في العقد الرّابع من العمر،
كانت هادئة، رغم ما أخبرتني به، حول انهيار أحلامها دفعة واحدة، وعن أمومتها الفاقدة السّند الأبوي،، لتقطع كلّ سيل دموعها، وتشرد بنظرها بعيدا
لتسألني:
-ما خبرتك في الحياة؟؟
شعرت لرفّة جفن، أنّ الكلمات اخترقت ستار أذني، سهمها عبر مباشرة إلى خلايا الدّماغ، كعاصفة نفض كلّ غبار السّكون من عليها، أيقظ فيها خرائط
جغرافيّة، و أعاد لواجهتها بورتريهات أشخاص وأحداث مهجورة في دهليز النّسيان، والاغرب كلّها مغموسة بمشاعر زمنها،،،،،
كان السّوال ضوء بروجاكتور سُلّط دائريا، ليكشف حركة الممثلين على رقعة تاريخ ذاتيّ لأعيد روايتي، كنت أخرى كانت متغيّرة، لها سلوكات وقناعات نوع ما مختلفة…
كان طعم هذا السّوال جمرة تحت قدم الذّاكرة ….”!

مقتطف من مذكرات “استاذة تربية اجتماعيّة”

ذة. سعيدة محمد صالح / تونس



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *