إِلَيْكَ يَا أُمِّي إِلَى رُوحِكِ الطَّاهِرَةِ أُهْدِي هَذِهِ الْقَصِيدَةْ / بقلم: د. محسن عبد المعطي عبد ربه / مصر



مُهْدَاةً إِلَى أُمِّي الْفَاضِلَةِ الْحَاجَّةِ/ صباح شحاتة علام إِلَى نَفْسِهَا الْمُطْمَئِنَّةِ الرَّاضِيَةِ الْمَرْضِيَّةِ عِنْدَ رَبِّهَا الَّتِي تُرَفْرِفُ فِي قٌلُوبِنَا وَتُحَلِّقُ فِي سَمَاءِ دُنْيَانَا

وَفِيكِ لَا يُخْطِئُ الْقِيَاسُ *** وَفِيكِ لَا يَحْدُثُ الْتِبَاسُ
وَفِيكِ يَا أُمَّ كُلُّ خَيْرٍ *** قَدْ شَافَهُ فِي الْعِيَانِ نَاسُ
وَفِيكِ أُسْطُورَةٌ لِقَوْمِي *** وَفِيكِ قَدْ أَشْرَقَ الْأَسَاسُ
وَفِيكِ تَكْبِيرَةٌ لِرَبِّي *** وَفِيكِ إِرْضَاؤُهُ غِرَاسُ
وَفِيكِ تَنْهِيدَةُ الْغَوَالِي *** وَفِيكِ تَرْبِيَّةٌ تُبَاسُ
وَفِيكِ دُسْتُورُنَا تَجَلَّى *** قَانُونُهُ فِضَّةٌ وَمَاسُ
وَفِيكِ مَا فِيكِ مِنْ مَعَانٍ *** يَغْبِطُهَا التِّبْرُ وَالنُّحَاسُ
لِيَرْحَمِ اللَّهُ نَبْضَ أُمِّي *** فَمَوْتُهَا فِي الْوَرَى انْتِكَاسُ
اَلْوَهْمُ وَالْهَمَّ خَلَّفَانِي *** وَلَمْ يَزُرْنِي قَطُّ النُّعَاسُ
يَا أُمُّ مَا زِلْتِ خَيْرَ فَضْلٍ *** مِنْ عِنْدِ رَبِّي وَمَا يُخَاسُ
يَا أُمُّ أَثْرَيْتِنِي بِجَاهٍ *** تَاقَتْ بِهِ لِي أَنَا عِرَاسُ
يَا أُمُّ مِنْ بَعْدِكِ الْحَكَايَا *** آهَاتُ قَلْبِي بِهَا نِفَاسُ
يَا أُمُّ مِنْ بَعْدِكُمْ حَيَاتِي *** أَسْنَانُ شَوْكٍ بِهَا انْتِحَاسُ
قَدْ كُنْتِ سِتْرِي وَكُنْتِ عِطْرِي *** وَالْمَالُ وَالزَّرْعُ لَا يُدَاسُ
وَكُنْتِ أُغْنِيَّةً لِقَلْبِي *** أَشْدُو بِهَا مَا بِهَا احْتِبَاسُ
يَصْحُو نَشِيدِي عَلَى وُرُودي *** وَالْهَمُّ يَمْضِي وَلَا يُسَاسُ
عَزَفْتُ حَرْفِي لَحْنًا جَمِيلًا *** إِبْدَاعُهُ لِلْوَرَى تَمَاسُ
أَيَّامُ أُمِّي مَحْوٌ لِهَمِّي *** وَالْهَمُّ مَا زَارَهُ جِنَاسُ
أَحْزَانُ قَلْبِي مَضَتْ بِحُبِّي *** وَحُبُّ أُمِّي هَمْسٌ يُحَاسُ
يَا هَلْ تَرَى هَلْ يَعُودُ هَمْسِي *** وَهَمْسُ أُمِّي لَهُ انْعِكَاسُ؟!!!
يَا هَلْ تَرَى الشَّدْوُ سَوْفَ يَحْلُو *** أَمْ سَوْفَ يَمْضِي بِهِ خِرَاسُ؟!!!
اَلْحُبُّ وَلَّى وَالدَّمْعُ خَلَّى *** دُمُوعَ قَلْبِي بِهِ تُرَاسُ
وَدَمْعَتِي فِي جُنُونِ قَلْبِي *** يَهْفُو لَهَا فِي النَّحِيبِ رَاسُ
يَا أُمُّ مَالِي بِلَا دَلَالٍ؟!!! *** مِنْ غَيْرِكِ الْقَلْبُ قَدْ يُحَاسُ
وَأَنْتِ عِنْدَ الْإِلَهِ رَبِّي *** فِي جَنَّةٍ حَبَّهَا أُنَاسُ
يَا أُمُّ قَدْ تَسْتَوِي هُمُومِي *** يَزُورُنِي الْمَوْجُ وَالْغُطَاسُ
بِدَعْوَةٍ مِنْكِ قَدْ تَلَاشَتْ *** وَأَدْبَرَتْ وَالْبَلَا يُدَاسُ
عَزْفِي أَنِينٌ خُيُوطُ ضَوْءٍ *** نَسَجْتُهَا وَالْتَقَتْ حَوَاسُ
يَا أُمُّ يَا نُورُ خَبِّرِينِي *** مَتَى اعْتَرَى أَرْضَنَا الْيَبَاسُ؟!!!
مَتَى انْتَجَعْنَا وَمَا ارْتَجَعْنَا؟!!! *** وَكَيْفَ تُهْنَا وَالْغَرْبُ جَاسُوا
اَلْآنَ أَبْكِي أَرْضِي وَحَقِّي *** وَالْقُدْسُ يَحْتَلُّهَا نِجَاسُ
عَارٌ عَلَيْنَا وَفِي يَدَيْنَا *** ذِكْرٌ وَآيَاتُهُ دِرَاسُ
بِالْغَيْبِ نَتْلُو وَمَا وَعَيْنَا *** أَنَّا تَرَكْنَاهُ ذَا انْتِكَاسُ
بِبُعْدِنَا عَنْ كِتَابِ رَبِّي *** اَلْخِزْيُ يَأْتِي مِنْهُ الْتِمَاسُ
يَا أُمُّ مَا أَتْعَسَ الْبَرَايَا *** قَدْ هَمَّهَا الْأَكْلُ وَالْبِسَاسُ!!!
بَاتُوا حَيَارَى كَمَا السُّكَارَى *** وَالْوَقْتُ فِي فِكْرِنَا هُلَاسُ
يَا أُمُّ نَامَتْ عُيُونُ قَلْبِي *** يَخُونُهَا الْمَكْرُ وَالشِّرَاسُ
خَيْرَاتُنَا فِي يَدٍ تَدَلَّتْ *** إِلَى عَدُوٍّ بِهِ ارْتِجَاسُ
أَحْلَامُنَا فِي يَدٍ تَخَلَّتْ *** وَالْبُخْلُ فِي شَرْعِهَا مَدَاسُ
يَا أُمُّ دُنْيَايَ أَبْخَسَتْنِي *** حَقِّي وَفِي نَهْجِهَا افْتِرَاسُ
اَلْبِيضُ وَالسُّمْرُ حَيَّرُونِي *** وَلَمْ يَرُقْ مِنْهُمَا اقْتِبَاسُ
عَبَاءَةُ الْهَمِّ لَازَمَتْنِي *** فَرْحٌ وَحُزْنٌ بِهِ لُحَاسُ
جَفَافُ أَيَّامِنَا شِرَاعٌ *** وَالْبَحْرُ تَغْلِي بِهِ أُرَاسُ
يَا أُمُّ وَالْحُزْنُ قَدْ دَهَانِي *** وَقَدْ تَحَلَّتْ بِهِ إِنَاسُ
سَلَامَةُ الْحَظَّ قَدْ جَفَتْنِي *** فآه آهٍ هَلَّ الْمَسَاسُ
وَأَرْضُنَا مَنْ يَصُونُ أَرْضاً *** قَدْ شَاقَهَا الْعَوْدُ وَالْقُدَاسُ.

د. محسن عبد المعطي عبد ربه / مصر



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *