جفّ قلبي من الصراخ
همسا
وسط فضاءات مُصابة بالزكام المزمن
والثرثرة المبعثرة
لا تجيد الحوار مع كلماتِ سريعة الغضب
ولا تحبذ موسيقى الحنين المتصاعدة
من أمواج بحر متلاطم الأشواق
وفي حالة عشق استثنائي…
تكلّست شفتاي من الادمان على الصمت
بعد أن أصبح الكلام هذيانا مشوّه المعاني
وتمرّدت أقدامي الملطخة بوحل المفاجآت
على عجرفة الشوارع
واستبداد الأرصفة الممتدة أمامي كالثعابين الرقطاء…
أهبط إلى الاسفل
واحيانا إلى اسفل السافلين
أبحث عن همزة الوصل في سطور الفراق
عن التي ودّعتنى خلسة
قبل أن ينطفئ قمري في سماء العراق
حذرتني من أزمة وشيكة في موسم البكاء…
تشبّثتُ رغم نعومة مخالبي
بخيوط الآمال المنسوجة من فراغات متتالية
كانها قوس قزح شاحب الوجه
يبحث عن سماءِ بديلة
(لا يُطار لها على جناحِ…
ولا يُسعى على قدمِ)
واستعنت بآخر ما تبقى لي من حدائق الطفولة:
ورقة توتِ منتهية الصلاحية
أستر بها عورة سنيني من زمهرير الجفاء…