أنا أناك… / بقلم: ذ. حبيب القاضي / تونس


أجزاء منك عالقة بي.. في ذلك اللقاء، كان التناقض في اللّحظة ريحا تتلاعب

بحبال أشرعتي.. لم أكن أرغب بوجودك ولا بغيابك، حاولت أن أتمم رسم صورتك بوضوح لكن ضباب الساعات أفسد لوحتي.. كنتَ القريب الذي لم أتوقّع، البعيد الذي داهمني، و كنتُ أنا صدفة تحمل محارة من جمر.. لماذا كنت كذلك، لماذا جعلتني أوشّم ملامحك على جلدي كي لا أنساك.. لماذا أخرجت ورودي من أقفاصها و زرعتها بأرض مروءتك.. لا أحبّك على طريقة النساء و العاشقات.. لا أحبك على طريقة الأمهات.. أنا فقط أحملك كجنين لطالما حلمت به.. كنا منهكين، مرهقين بوجع مرّ، و كنتَ أنت الموقف، رأيتكَ جانبي منارة على شاطئي المهجور حينها.. ليلتها، فكّرت فيك، تخيلت ملامحك و حزنك و عينيك.. تخيلت نظراتك باتجاه اللاشيء.. ابتسمت لأنك داخلي، أنتَ لستَ غريباً، أنت صدى مواويل غنائي و شالا على عنقي.. أنت شامة في مكان ما على جسدي.. حين ودعتك، تمنيت أن نبقى معا، أن يحمل أحدنا الآخر في دمه، تمنيت لو تفتتنا ذرات و مزجنا ذلك الشفق القاني بلهيبه.. حين ودعتك لم أجد ما أهديك سوى قبلة لم أذق طعمها يومًا.. أودعتك حلماً في لحظة وداع و أودعتني أناك.. مهماً تناءت المسافات بيننا يا صديقي.. مهما مزقنا الغياب، سأرعاك دوماً فأنا أناك…

ذ. حبيب القاضي / تونس