ودّعتكَ بالأمس مبتسمة كعادتي.. كنتَ الغريب و كنتَ القريب بين السائرين
خلفي، ترنّمتُ بأغنيات فيروز و أنا أشاهد دمعكَ ينسكب متلألئا في صمت.. هي المرة الأولى التي تكون المسافة بيننا قريبة و لا أخاف أحداً، أنا ذاهبة إلى الله و سأحكي له كيف حفظتني كما وعدتَ أول مرّة،، قلتَ لي “غريبان نحن” و أجبتكَ “صديقان نحن”.. اليوم وعلى غير عادتي أوصيتكَ أن تحفظ ابتسامتي و فناجين قهوتنا، أن تذرف الدمع حتى أوارى و أوصيتكَ يا صديقي أن تكتب دائمًا للفرح.. لا تخف، أعرف أن الشمس لن تشرق في الغد، أعرف أن التراب ثقيل، وأنني إذ أشتهي النور على وجنتيّ، و أشتهي ألواني الزاهية يأتي شعاعك صبحا، سيأتي حزيناً ويكبر في ظلمتي شمساً، و أقول إليك صديقي “أحبّك شمس”.. لا تخف، أنا مرتاحة ههنا لأنك أنت هناك ستخبر كلّ الأحبة أن يزرعوا الورد في أرضهم و الأغنيات، لا تخف يا صديقي، أنا الدفء دوماً ولن أرتجف.. لا تنسى أن تكتب يوماً فوق قبري نصّا جميلاً كعادتك وتهديه لطفلي الصّغير، راقِبْه كالحلم يكبر و خبّر جميع الرفاق أنني أحبّ الحياة.. أحبّ الحياة غير ان القطار انعطف،، لا ترتجف يا صديقي..
لن أودّعكِ.. سأنظر في عيون محبّيك و أخبرهم أنكِ دوماً هنا، أنك فيروزنا كل صباح و سأكتفي في السرّ بالقول همسا كي لا تسمعيني “إلهي لماذا.. قلبي انفطر”..
غداً شمسنا يا صديقتي ستغني لنا “عصفور الجناين جايبلي سلام”.. لروح العزيز إلهي السلام..
ذ. حبيب القاضي / تونس
