ربما أكون جميلا يوما ما.. / بقلم: ذ. المصطفى المحبوب / المغرب


حياتي حتى الآن منشغلة بأشياء أخرى أكثر أهمية
من جمال قصيدة أو جمال وجهي..
أرفض أن أرى طعام جيراني يحترق..
لا يمكنني مسك الشمس ووضعها في جيبي..
أفضل مساعدة شيخ على كتابة قصيدة
لا أريد أن أتذكر القبلات التي وهبتها لأشعار مريضة
لا أتطلع للأجساد الجميلة حينما يتعلق الأمر
بإطفاء نار شبت في ديوان صديق..
لا أهتم بالكتابة إلا إذا كنت مفلسا
أو فكرت في مساعدة غيمة مشردة..
سأحاول أن أقنع نفسي
بمعانقة جسد هذه العاهرة التي لفظتها حانات الألم،
ربما أكسب ثوابا أو يسقط علي رزق من السماء..
لم أتدرب على ملاطفة العاهرات لأن كلامهن
مضر بالصحة وطارد للحظ..
دائما أتجنب العطف على قصيدة حتى لا أقع
في فخ الغواية، سبق أن خدعتني واحدة وسرقت محفظة نقودي، لم تكن تعلم أنها مليئة بالمجازات
وعناوين المستعجلات..
أتفهم غضبي وأعود إلى بيتي مصحوبا
بشراب جميل وأكل يبهج النفس..
أرمي ما يجول في رأسي في ناحية من بيتي
أبدأ أتنقل كما أشاء
أكلم نفسي بطريقة غريبة
أكتشف أن ما يجول برأسي لا علاقة له بالمتعة أو الغضب، بل لأني لم أشارك في إحراق مكتبة أو تهريب تحف قديمة .
لهذا أخبركم أني لم أتمرن يوما على الهرب
لم يسبق لي المشاركة في حملات جمع تبرعات
لشراء منزل لفنان أو شاعر..
ما يجول في رأسي لا علاقة له بالسياسة أو السخرية، فقط بدأت أشك أني صاحب هذه الكتابات،
بدأت أسمع أصواتا غريبة تردد أشعاري
بحناجر لم تتعلم رشف كؤوس القهوة ومع ذلك
ترغمني على الاستماع ومساعدتها على جمع تبرعات
من أجل نشر ديوان شعر..

ذ. المصطفى المحبوب / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *