تخيلتُكَ وأنتَ تطوفُ المدىٰ تبحثُ عنْ ثقبٍ في جدارٍ صلدٍ قدْ وصلهُ شعاعٌ من علمٍ مكنونٍ وعن صَدى (نهجكَ) في الآفاقِ أو جدولٍ يتغذى من (غديركَ) الدافقِ دونَ مؤاربةٍ دونَ شعاراتٍ أو افتتانٍ فلا تجد إلاَّ النزرَ اليسيرَ وثمالةَ كأسٍ غير متاحٍ للعابرينَ فمَنْ ذا يدلع لسانَ الصباحِ بمنطقِ الفجرِ الصادقِ ويبدّدُ قطعَ الليلِ المظلم بذي فقارٍ صارمٍ أو تكون لهُ بصيرةُ قلبٍ تخرقُ حجبَ النورِ فتصل إلىٰ معدنِ العظمةِ في رحلةِ العاشقِ إلىٰ المعشوقِ بأبهىٰ حلّةٍ قدْ تناسلَ الغبشُ وسطَ ضبابٍ كثيفٍ فلا يُرى غير أشباحٍ تذرّ الرمادَ في العيونِ تراودُ الثريّا في حدقاتِ الوَهَجِ وتنسلّ في عمقِ أسرابِ النجومِ فهلْ بعدَ هذا من ظلٍّ لشمسٍ زاحمَها الشفقُ!؟ وهَلْ لبكاءِ القمرِ وهو يذوبُ من فرطِ الحسراتِ من رثاءٍ!؟ ولكنّ عزاءَنا بجدولٍ رقراقٍ ينبعُ من عينِ اليقينِ تجترّهُ النبضاتُ ويصبّ في قلوبٍ طاهرةٍ لمْ يطلها ذاكَ الغبش.