لا تَجسّ يَدي الموشومةَ بِدَرْء الفخاخِ ولا فوقَ صدري المثقلِ بنزفِ الجراحِ وانظرْ إلى جدولٍ أبيضَ قدْ ترقرقَ من جبهتي الثلجيةِ يومَ شجّها شعاعٌ من شمسِ ارتيابكَ، بدّدْ سحبَ الهواجسِ بصمتٍ شفافٍ لا خوف من ظنٍ ستغزلهُ عيناكَ لو وجمتْ بعيني، مرايايَ الشفيفةُ كفيلةٌ بتقشّعِ غيومٍ ورعودٍ مهما خالجتكَ الريّبُ والشكوكُ ثمةَ نهر طويل ابتلعَهُ الصمتُ وحجارة ثكلى رجمتْها شواخصُ الفتنِ، شوكُكَ النهري فزّزَ طيفَ الخيالِ بترنيمةِ احتضارٍ من رحيقِ أزهار المنابعِ جَفّ ثدي المحاجرِ باضتْ والموتُ سرقَ منها طائرَ الوَجَلِ، لَمْ تكنْ هناكَ من تربةٍ لكي تكون سنبلةً وأكون لها مطراً ولَمْ تكنْ جزراً فأكون لها قمراً تتّسعُ له كما تتّسعُ المقابرُ لاحتضانِ رمسهِ، هيّ لَمْ تكنْ سوىٰ بحرٍ ظامٍ ابتلَعَني مع قصيدتي الحَيْرى .