أتطلّعُ في المرآةِ عَنْ تفاصيلَ غامضةٍ في ثنايا روحي فاتَ وجهي الغامض عَكْسَ أشعّتها، تمالأتْ مع ملامحي المبهمةِ علىٰ بشاشةٍ رخوةٍ تخترقُ واجهتها الشفيفةَ تربكها أفواهٌ متشظّيةٌ تحطّمُ زجاجَها المتماسكَ وتذوبُ في فضاءآتِها الرحبةِ، محطّاتٌ من عمرٍ ذوى ترسمُها الأمواجُ علىٰ خطوطِ العتمةِ تفكّ بها شَفَرات ما لم تكشفهُ الأوراقُ خَطّاً في سِمَتي وليسَ لهُ أيّ مدارٍ في شطآني فتظلّ تدورُ وتبحثُ عن زاويتي القصوى عن هيولى مداراتي الأخرى وعن كنهِ المعنى الأسمى لا تسألني ماذا تحملُ أسفاري؟ وماذا في القلبِ وفي العينِ من ومضٍ يحملُ أسراري؟ قدْ ينكرُ رسمَكَ مَنْ لا يعرفُ سرّ الكلماتِ وتُغتالُ البسمةُ في وجهٍ يختزلُ صورةَ قمرٍ لا تبصرهُ عيونُ الشرفاتِ حتىٰ تصبح غريباً عَنْ نفسكَ عَنْ غيمكَ عَنْ صحوكَ عَنْ صمتكَ وحتّى عَنْ عالمكَ المسكونِ بالخيبات!! مِنْ هذا الهمسِ الموحي بالجرحِ الغائرِ مِنْ هذا الإيماءِ القادحِ في لبِّ اللبِّ لا تسألني عَنْ مغزى الاستنطاقِ فلا سرّ يُباعُ بهذا العالمِ إلاّ للمحترقينَ بنارِ الصمت.