قِفْ.!
تكلمْ
ماذا ستقولُ؟
كل الكلماتِ
جثتٌ مُحنطة
لا تُغني منْ جوعٍ
ولا منْ شهوةٍ وشبقٍ
أيها السامعُ الأصمُّ
والرائي الأعمى
هذي الأبجديةُ خرساءْ
كأنها طنينُ الهاويةْ
ماذا تقولُ؟!
والسؤالُ مِنْ جُرحكَ ينفجرُ
بماذا نَغسلُ تاريخنا المنمَّقُ المصطنع؟!
والدَّمُ نازفٌ مِنْ خاصِرةِ الأرضِ/السماءْ
يُخضِّبُ ذاكرةً مهترئة
تَسْتَجدي النقاءْ
بَيْدَ أنَّ المطرَ للأسفِ
أوْ لحُسن الحظِّ
تحجَّرَ في السماءْ
تعلَّم الرفضَ
وعلَّمهُ للأقوياءْ
فَدعْني أنسُجُ بالقصائدِ
فِردوسَ الرَّفضِ
لأبعثَهُ جَهْمِية النَّقاءْ
فصفوانُ يُشعلُ حريقاً
يَشُبُّ في سُحُبِ الأحداقْ
يا زمني الزِّئبقي
يا زمني الزِّئبقي
تمهلْ.. تمهلْ قليلا
دعني أُلَمْلِمُ ما تبقَّى من حروفي
لأمضي…
وأنا أعانقُ قصائدَ الحُبِّ
فأُقَبِّلُ الأشعارَ في شَفتَيْ حبيبتي..
وحينما تجتاحني شهوةُ الرفضِ
وتملأ ُأسرارُ البحر عروقي
أَفصِمُ العُروة الوثقى
فتكشِفُ الشَّمسُ
من عيونها الساخرةْ
عنْ وطنٍ يبيعُ الوهمَ للفقراءْ
مِزقاً.. مِزقاً..
تتفتتُ
كشَعرٍ منفوشٍ أخرقَ
يتلاعبُ بالعقولِ
كما تتلاعبُ اللّججُ بذراتِ الرمل
وأنا يسكنني سيزيف
سيزيفُ الطفلُ
ذاك الذي يرفرفُ
بجناحيْ فراشة
يرنو إلى الضوء
وفي النارِ..
ومنها يَتَفَيْنَقُ
فينيق ينبجس من بحرين
فينيقُ يتوهج بين فخدينْ
فينيقُ ينبعثُ من نهدينْ
فينيقُ يتأسس من حرفين
حاءٌ
وباء..
كلمة بِكْرٌ
تُؤسِّسُ هذا الْحُلُمَ الطفولي
دعني..
دعني وشأني..
دعني أُبعثِرُ هذا الجمود
أنشرُ الفوضى
دعني أسوقُ الأئِمةَ
قطعاناً إلى الهاويةْ
كي يتنفس صُبحُ بلادي
وينشر الحب في كل القلوبْ.