استهلال
البعض يكتب أكثر مما يقرأ، فتأتي كتاباته باهتة لا طعم لها، والبعض يعيش العبث في عصر العبث ويكتب العبث بكل عبث
البعض أصبح متخصصا في الكتابة المناسباتية، فيشحذ قلمه لاغتنام الفرص ويسابق نفسه ليكون في مقدمة المطبلين، لهذا فهم يكتبون بسرعة الضوء والبرق معا
البعض نسي أو تناسى فعل القراءة، فهم يضربون مقولة الفنانة والكاتبة جيل سكوت عرض الحائط: (أنا لا أكتب عند الطلب، أنتظر أن يأتي الإلهام.)
والبعض تصدق فيهم مقولة الصحفي الأمريكي فريد زكريا: (الثقافة تتبع السلطة.)
1
قال مزهوا: كتبت أسرع كتاب في 10 أيام…
قلت: اقرأ ولا تكتب…
فالكتابة معاناة
وقد صدق أنطون تشيخوف وهو يقول: (كلما ازدادت ثقافة المرء، ازداد بؤسه وشقاؤه.)
لنتمعن فيما كتبه الأديب والسياسي الأمريكي وليام ألين وايت: (اغمس قلمك في الشرايين واكتب.)
2
نشر صورته وهو يبتسم: وأخيرا كتبت 30 كتابا في 10 أعوام…
قلت: اقرأ ولا تكتب
قال الفيلسوف والاقتصادي البريطاني جون ستيوارت ميل: (ان الثقافة بلا حرية لن تصنع عقلاً واسعاً وحراً.)
أجابه الأديب الأسترالي ريتشارد فلاناغان: (أعتقد أن الكتابة يجب أن تكون عن التغيير.)
3
قال بمكر وفخر: الحب ديني..
قلت: اقرأ..
هتفت الأديبة الفرنسية هيلين سيكسوس بحكمة: (الحب الآخر هو الاسم الأول للكتابة.)
تدخل الاقتصادي الأمريكي كلايتون كريستنسن في الحديث وقال: (أنا أكتب فقط عن الحياة الحقيقية)
4
قال: ما بين كتاب وكتاب، كتبت كتابا…
قلت بأسى: اقرأ…
ولخص لنا الأديب الأمريكي ريموند كارفر حياته وكتاباته قائلا: (أعتقد أن كتابتي قد تغيرت كما تغيرت حياتي.)
وبلغة البوح هتف الفنان الأمريكي إلدن هنسون: (أنا بارع في الكتابة المزيفة ولكن في الحياة الواقعية فظيعة.)
5
قال: أنا ربكم الأعلى في الكتابة…
قلت: اقرأ.
وعندما تغيب الثقافة وتحل معها عمليات البيع والشراء يصدق فيها ما قاله المفكر الإسلامي محمد عدنان سالم: (وحين تعزف أمة عن القراءة تكسد فيها سوق الأفكار بموجب قانون العرض والطلب، وينحسر الإبداع، وتضمر الثقافة.)
هكذا تموت الثقافة فتصبح الرؤية مضببة، ولقد صدق الكاتب المصري طارق حجي: (لا رؤية لمن لا ثقافة له.)
6
قال مزهوا: ربحت الملايين من كتبي وووو…………..
قلت: اقرأ ولا تكتب…
أجاب بهمس: ما أنا بقارئ…
أنا كاتب…
أنا كاتب…
أنا كاتب…
هتفت الطبيبة الأديبة السورية هيفاء بيطار: (لا شيء أكثر رداءة من تسليع الثقافة والفن)
وبصوت مرتفع نردد مقولة ميسون كولي: (لا تكذب في الكتابة.)
خاتمة
ما بين القراءة والكتابة بون شاسع.
فالقراءة مبتدأ والكتابة خبرها.
والبعض لا يقرأ.
ويظل يكتب ويكتب بلا ضوابط.
انه يكتب بدون إبداع..
ذات بهاء هتف الكاتب والفنان الأمريكي كريس كولفر: (أستطيع أن أتصرف… كما أنني أكتب القليل. وأنا أجيد الكتابة. أنا كاتب مبدع، في الواقع)
وفي الختام نهتف مع الكاتب المصري احسان عبد القدوس: (الثقافة تمثل نوعا من الإرادة.. إرادة التمرد.)
وكل عام وأنتم بألف قراءة وكتابة.