إثنتا عشرةً سنةً عِجافًا (سرد تعبيري) / بقلم: ذة. سامية خليفة / لبنان



أصواتٌ تخترق كياني، يسكن ذاتيَ الركامُ، هل رأيتم شعبًا يقوّس متْنَهُ القهرُ في إثنتي عشر سنةً عجافًا ولا يوسف يخلّصُهم من طغيانِ فراعنةِ القرنِ الحادي والعشرين؟ أنا لست هناك، لكن هم هنا معي، أسمع خرخرةَ حشرجاتِهم تعصفُ استغاثاتٍ تحت الأنقاض، أتعثّرُ ببركِ دموعي التي لا تجدي نفعًا، أجرُّ خطواتي وأنا بكاملِ رهبةِ الانهيارِ أسقطُ من ذاتي في مجامرِ أتونِ الحسرات. مضمّخةٌ شاشتي الزّرقاءُ بصفرةِ الموتِ، الأيادي تستنجدُ الحطامَ كي تلينَ أحجارُهُ، والحناجرُ تكسرُ مرايا الطّغاةِ كي يستفيقوا. تستفزّني رائحةُ اللّامبالاةِ النّتنةِ القميئةِ. لو ولّيْتُم وجوهَكم شطرَ دماءِ الأطفالِ وعويلِ الثكالى، الآن القلوبُ توشك أن تتوقف فيها الأنباضُ،
الأنفاسُ تكادُ أن تذويَ كما ذبالةُ قنديلٍ عتيقٍ، إلّا أنّ نورَهُ سيبقى وهّاجًا إلى الأبد ليكونَ نارًا تلسع الضّمائرَ الميتة.

ذة. سامية خليفة / لبنان



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *