سمفونية الزمن / بقلم: ذة. خنساء ماجدي / المغرب


أحد عشر طيرا رأيتهم على الشجرة والأخير يحوم تحت قبة السماء.
يتنقلون في صمت لايكسره إلا طقطقات منقار تدق كساعة فاتها الزمن، تستعير صخب رناتها من طبول سمفونية “بتهوفن” التاسعة، ولا تكترث لنشاز إيقاع ينزع فتيل الصبر.
المالك الحزين يملك فلسفة حياة!
يقلب الوقت وهما على وجه الصباح،
وحيد الساق يستصغر النائبات،
حر في المتاهات، مرغم على المسافات.
لم يترك أرضا إلا ووطئها، أتى من بلاد الغال حيث كان يُسقِط رضَّعا في حجر العاقرات من الأمهات،
جاب مدائن ومآذن الشام، تاركا وراءه معجما من المعاناة، باحثا عن مدينة فاضلة.
أنهكه الترحال ووجوه الغرباء.
يرفع ساقا ويتكئ على الثانية كَمنْ يُدوْزن نغمات على مقام “الصبا”، يُشبك أصابعه بعروش الأرز ويتشابك عبر سمفونية الزمن؛ قرع طبول الرحيل وموسيقى تنبعث من جوف الشجر كان ل “استراديفاريوس” عظيم الشأن في نحت جذعها “كمان”، ومنذ ذلك الحين لم يتوقف عن الأنين والعزف على وتر القلب ورعشة الروح.
عابر سبيل ستظل
أيها المالك الحزين تسكن الأعالي، تشبهني أم تشبه ظني؟ أنا وأنت مجبران
على العيش كما تشتهي الرياح، أنا المُسمَّرة هاهنا
على جدار الأمنيات وحروفي الشعثاء.
أعض على أصابع المحاولات وأستمع إلى صدى هشيم التجارب يندلق على فراغ الأمكنة وساعة تشير عقاربها إلى التاسعة.
ولا موسيقى تشجي الروح. ولا زلت أنتمي إلى عشيرة الحالمين.

ذة. خنساء ماجدي / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *