القمرُ في المحاق..
يجرجرُ أذيالَهُ المثقلة
ليصطادَ في بحرِ هواجسي
لآلئَ الحلم
البحرُ مائجٌ..
هاجَ وجرفَ كُلّ سوءاتي
الرياحُ الرمليّةُ عصفَتْ
بكلِّ أخطائي
والغيومُ الداكنةُ ابتلعتِ اللونَ الأزرقَ
في سماواتي
قلبٌ باردٌ وحلمٌ حارقٌ
يسبحُ في فضاءِ اللامبالاة
علىٰ أعقابِ زمنٍ مستفيق
الذئبُ فيه يقظٌ والديكُ نائمٌ
حتىٰ تبرعمَتْ علىٰ أجفاننا
شموسُ الوسن
وتوارىٰ اللَمى عن شفاهِنا الذابلات
نومٌ تطاولَ حبلُهُ
يجمعُ من حقولِ الشمسِ ضفائرَهُ
حتىٰ صرْتُ ترابيّاً
أتلهّفُ عشقاً للماء
أتطلّعُ لليلٍ متراكمٍ بالشعر
ولقصيدةٍ بريئةٍ تقذفني
في اللجّةِ الغريقة
بحروفٍ ناريّةٍ ولغةٍ مشاكسة
كنبيٍّ صارخٍ في معبدِ الرؤى
يتوشّحُ بخمارِ السطور
يتأسّى بوجعِ الكلمات
يتباطأ في صمتهِ كي يصرخ!
يتباطأ في صرخاته كي يصمت!
يختبئ بجلدِ السكون
بينَهُ وبينَ قراطيسه
رعشتانِ وجمرتان!!
يتصاعدُ أبخرةً ضوئيّةً
في جسدِ الأزمنةِ المصابةِ بالغثيان
فلا يبقىٰ منهُ إلاَّ أنفاس
تتحاشاه الألسنةُ العرجاءُ
تتفصّدُ منهُ الأشجانُ
يسقطُ عنهُ تاجهُ الثلجيّ
وعلىٰ طريقِ السرابِ اللانهائيّ
يتمطّىٰ ويخلعُ عنهُ عباءةَ الصمت.