وجهٌ من صخر وغبار صيفي
يرسم في قعر المرآة
ملامح رجل تتناسل في عينيه
علامات استفهام صمّاء
وسؤال
يبحث عن ألف جوابٍ شافٍ
بين ركام الكلمات
وبريق يتصاعد من شمعة صمتٍ
راقصةٍ حتى الرمق الأخير
تشبه في بعض اللحظات
موسيقى
أو همسة شوقٍ
تعزفها أصداءٌ لبقايا قُُبلات..
وجهٌ مصنوعٌ من طين الخاوة
وجلود سلاحف وأفاعٍ وقنافذ
(يُقال إنه وجهي الأصلي قبل ظهور التشوّهات الأخيرة)
يخرج من عينيّ بلا سابق إنذار
يتقمّص شخصية شاعر يلتفّ بمعطف غوغول وقناعٍ
من “ايام زمان”
ويهيم وحيدا في طرقٍ موحشةٍ
كوحشة ليلة عاشوراء!
يبحث عنّي
في جسدٍ مخمور الأفكار
تتقاذفه
أكثرُ من زوبعةٍ في فنجان؛
وجهٌ من أوراق السلوفان المستورد
أحيانا أركنه في جيب البنطال
لأحميه من الحسّاد
يتبعني في جلّ متاهات الأسفار
وطقوس التجوال
يحصي كل هزائم عمري (وما أكثرها) وجراحي
في كلّ نِزال!
ويتركني في صحراء هجرتها
آلهة الأشعار:
صرتُ بدويّاً أعيته تقاليد الترحال
ولا جدوى التكرار!