طيف سراب / بقلم: ذ. المصطفى نجي وردي / المغرب


في عينيكِ عزلتي
ومنفاي
وفيها أتيه في اليوم
مئات المرات
وأنا الجريح منذ مئة عام…
في وطني
أدغدغ علتي
وأناشد في الظلام منايَ..
يا ابن الشمس القادم من
بعيد
يا عين الفجر السابح في
الهيام
ردٌني إلى جادة الصواب
فأنا ما ذقت النوم
قط..
مذ أشعلت عيناك ضوء
الصباح
وأوقدت في كبدي
نارها الملحاح..
أوقف هذا السيل الجارف
ومدني بالصبر
والانشراح..
في عينيك شعاع من
بريق
وشمعة تذوب كل يوم
وطفل يحبو
يتعثر في مشيه
يخربش بطبشور أصفر
اللون
وبيده قطعة خبز يلوك
أطرافها
وعلى رأسه طيور تنقر
من رأسه
ومن الخبز..
وعيناك لا تتحركان ولا
يرمش لها جفن
وصور شتى تعبرها كل
حين
ولم تلتقط صورة الطفل
ولم ترَ لون الخبز..
فحول عينيك قليلا
وامسح فضاءها الممتد
ترى
وترى عين باليقين
أن السماء عطشى
والأرض
والصبايا..
فارفع عينيك قليلا
ولا تُزِغها
فلدينا اليوم عتابُ
ومؤاخذاتُ
وحنين…

ذ. المصطفى نجي وردي / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *