استهلال
جاءت الومضة الممتلئة بالحكمة والتأمل بليغة ومعبرة: (لا شيء؛ أوفى من الصمت.. عندما تخيب الظنون)..
علق العزيز بلسان (غادة السمان): (لأننا نتقن الصمت، حمّلونا وزر النوايا).
فكان رد المجد عبر مقولة (لوروا براونلو): (هناك لحظات يكون الصمت فيها أعلى صوتاً من الكلام).
وجاء الرد بليغا: (عندما تعجز الجوارح عن التعبير، يبقى الصمت هو المعبّر الوحيد عما يؤلم الإنسان).
قال المجد: (الصمت لغة معبرة وقوية).
فكان التعليق البهي: (الصمت لغة العظماء).
هتف المجد: (قريبا نلتقي في بهاء الصمت وصمت البهاء).
1- الصمت بطعم الحكمة
صمت العزيز.
صمت المجد.
وهتف العادل (عمر بن عبد العزيز): (إذا رأيت الرجل يطيل الصمت ويهرب منه الناس، فاقتربوا منه فأنه يلقن الحكمة).
وذات تأمل وترو كتب (أوسكار وايلد): (طوبى لمن لم يكن لديه ما يقال فيلتزم الصمت).
الصمت لغة البهاء كما جاء في مقولة (لاو تزو): (الصمت مصدر قوة عظيمة)، ولهذا شبه (توماس كارليل) الصمت بالأبدية فقال: (الصمت عميق كالأبدية، أمّا الحديث فسطحي كالزمن).
باختصار (الصمت هو الذي يغذي الحكمة) كما يقول (فرانسيس بيكون).
2- في صداقة الصمت
الصمت هو صديق من لا صديق له، فهو كالظل لا يفارق صاحبه، هو ظل ظليل، هو بحكمة وتعقل (كونفونشيوس): (الصمت هو الصديق الوحيد الذي لا يخونك).
ها هو الثائر والباحث عن حقوق الإنسان والمساواة (مارتن لوثر كنغ)، يلخص لنا كل شيء، ويهتف: (في النهاية لن نذكر كلمات أعدائنا، بل صمت أصدقائنا).
الصمت ثقافة.
الصمت لغة عميقة وصور من الاستعارات الكثيفة.
الصمت حسب(فيثاغورس): (الصمت أفضل من كلمات بلا معنى).
وفي هذه المعاني، يبقى الصمت صديقا وفيا ونقيا.
3- في الصمت تطهير
يقول المفكر (إبراهيم الكوني): (من الأشقياء من لا يحسن الكلام، والأشد شقاء من لا يحسن الصمت).
فليكن شعارنا هو (الصمت فضيلة) إذن.
لكن يحذرنا (مارتن لوثر كنغ) من صمت التواطؤ والخذلان، فيقول: (التراجيديا الكبرى ليست الاضطهاد والعنف الذي يرتكبه الأشرار، بل صمت الأخيار على ذلك).
الصمت تطهير وتعبير حقيقي في غضبنا، فنلتجئ الى حكمة الصمت كمتنفس، ولهذا هتف (سافو) قائلا:( في الغضب لا شيء يمكن أن يكون أفضل من الصمت).
4- في بلاغة الصمت
ان الصمت باب من أبواب التأمل والخلوة، فهو طريق الفلاسفة والمتصوفة والمبدعين، الصمت إلهام من لا إلهام له، هو كما جاء في مقولة (إيميلي دكنسون): (بعض الأحيان صمتنا يعني أننا قلنا الكثير).
انه كما جاء في تعليق جميل: (الصمت لغة العظماء).
وأضيف: (وهو كذلك لغة الحكماء والمتصوفة).
ولهذا كتب (جبران خليل جبران): (تعلمت الصمت من الثرثار).
فكان رد (أوليفر هارفورد) هو كالتالي: (يُعرف الرجل بمقدار الصمت الذي يحتفظ به).
خاتمة
وفي الختام نعتبر الصمت حكمة.
وتعلم لغة الصمت يحتاج منا أن نكون صبورين، مؤمنين بالاختلاف واحترام الآخر، وقد صدق (إرنست همنغواي) عندما قال: (يحتاج الإنسان إلى سنتين ليتعلم الكلام وخمسين سنة ليتعلم الصمت).
وكل صمت وأنتم بألف بهاء.