أنا الآن أحاول أن أمشي بهدوء
أعرف أن مقاسات ملابسي لم تعد تلائم جسدي..
أعرف أنها لم تعد تساير موضة الحي الذي أقطنه..
أعرف أيضا أن كلبي يحتفظ بطعام قدمته له
حينما كانت عشاءاتي وفيرة..
أعرف
أن
اللصوص
الذين اعترضوا طريقي لم يتوقعوا أن أكون مجرد
متشرد يحتفظ بقلم وورقة بجيبه..
لكن ما يحيرني
هو خيانة هاتفي الذي فضل العيش بعيدا عن منزلي،
أما حسابي فخذلني وتواطأ مع أعداء سبق أن لطخوا
حائط بيتي
وتركوا
رسائل
لا معنى
لها سوى
أني سارق أشعار ومشاعر..
ما يهمني الآن
هو أنني بدأت أسترجع ما ضاع مني..
البارحة وأنا أعد عشائي سمعت حركة أقدام ببابي
لما فتحت استعطفتني امرأة جميلة وطلبتْ مني السماح لقصائدي..
أمرتني أن أرش قليلا من الماء تحت أقدامها
حتى لا تفكر في الهروب من جديد..
في الأخير أرغمتني على بيع كل أقفالي حتى يكون ترحابي صادقا..
لم أفكر كثيرا وضعت يدي بالقرب من أذني
وتابعت مضغ ما تبقى من أكل بين أسناني وقلت:
الآن لا يهمني غيابها، ولا الليالي التي قضتها بعيدا عن فراشي، ولا الشخص الذي استدرجها للهروب..
أنا الآن
أفكر فقط
في دفء الكلمات القادمة..