لماذا أغلق الّليلُ نافذة الحوار بوجهي؟ / بقلم: ذ. محمد حمد / إيطاليا


عبر ثلاثة بحار وصحراء
قاحلة
لامستْ يدُها يدي
فاحترقتْ أصابعي فرحاً
وتفرّق شملُ الانامل
الى عشرين جزيرة نائية
مأهولة بالمجانين…

تهشّمتْ عقارب الزمن الصدئة
على رأسي
وتبعثرتْ اللغاتُ والالسنُ والاشارات
على خارطة الصمت المتهرئة
واغلق الليّلُ نافذة الحوارِ بوجهي
غضباً لا دلالاً
فجمعتُ شظايا ملامحي
المصنوعة من جلود تماسيحٍ أليفة
وثعابين غير سامّة
ولذتُ بالفرار
كعادتي في اللحظات الحاسمة!
واختفيتُ بين طحالب
الهزيمة
بعد ان انكرتُ صِلتي جملةً وتفصيلاّ
بيوم حليمة!

قال لي الاعشى قيس:
(ودّع هريرة انّ الركبٓ مُرتحلُ)
اطعتُ الأمر فوراً
ودٌعتُ ألف هُريرةٍ
وعُنيزةٍ
وسُليمى
وبقيتُ وحدي في العراءِ
مودٌعاً
ومعانقاً
اشباح من رحلوا على وقع الجفاء…

ذ. محمد حمد / إيطاليا



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *