ما بال الموت يسكنني
في لُجة الليل البهيم
يسألني عن صمتي الدفين
عن زهرة ذبلتْ قبل الرحيل
يهمس في أذني صدى القمر
يأبى العبور
يراود الليلَ والنجوم،
قدر هذا الجسد
أن يحيا كالتراب
بات كالرماد
يأبى عيش الغراب
ليبدأ من جديد العناق
تحت الثرى
في غياب الأسى
حملتُ إلى قبري
همومي
أوجاعي
أسراري
لكن نفسي تنكرتْ قبل الموت
وما رضيت حمل أوزاري
كيف لها أن ترضى سرّ هواني
ليتني فطمتها
أيام شبابي
رحلتْ بعيدا
وتركتني وحيدا
صِرتُ وإياها بلا مأوى
لم أعد أتحمّل الهموم
ضاقت مني صبرا
تَحمل في أحشائها بركانا
وأهاتٍ تمزّقت
تفرّقت
خيم على عيوني طوفان
تدفق على خدي كنهر عطشان
زوبعة محمولة على أكتاف النيران..
دربك يا نفس صعب المنال
صحاريك تعج بنار الانفجار
هدوؤك يخشاه سمّ الثعبان
طريقك محفوف القيعان
لن أسمح بقلبي التشرد
رغم الجرح ورغم العشق
ليست نفسي مولعة بالحصار.
ذ. سعيد محتال / المغرب
