الجدران تصافح وجهي الممطر
بخطوط تمزقها
ورطوبة أنفاس الوحدة
كأني أعيش في قلب عاصفة.
لهفتي العارمة
مدخنة تعلو
فوق سطح طموحاتي البدائية
تدخن أحلامي المنسية.
والشتاء الخمسون
قارس كعزلة الروح
ما من مظلة
إلا وريح فطامي
مزقتها عن عشق الوطن
كعصفور محلق في سماء مغيمة.
بلغت ذروة الانتظار
حتى تركتني المسافات
وقسمتني أنصافاً
وكل نصف محطة
شاخت كذكرى مُهملة
وكل سفر
أو رحلة
تعبرني
دون طرف تحية.
أطفأت روحي بشمعة الخمسين
بأنفاس مرهقة
تخرج من رئتين
معتقة بطعم السجائر
ورائحة أيام تبخرت كسراب.
أطفأت عشقي الوحيد
ببنان اللهفة
على أطلال وطن
مستلب
وأمل منهوب،
كغيمة ضائعة في فضاء شاسع.
انتهت الأمسية
وصففت لي الزهور الاصطناعية،
تتراقص في سكون كأشباح الماضي.
وقفت للحظات
ثم قالت: ابنة الحياة
بابتسامة مومسة
“أكمل، لا تتوقف
فحزنك نافذة
وعيناك غيوم
ونبرة صوتك جمع نوارس
والمراكب شفتيك،
والأنهار قصائدك.
أكمل، فالطين لا يتعب
الطين أصيل،
كجذور لا تنحني.”
ذ. خلف إبراهيم / سوريا
