كأني لم أكن جديرًا بي 
أنجو بما تبقَّى مني 
أبقى صامتًا 
حين يغلق باب الكلام. 
أنسى اسمي 
ومن أنا 
حين تجردُني الهزائم 
من ظلّي الحارق، 
لا يتبقى لي 
سوى هراءِ الملل 
وتفاهةِ الهوامش، 
سوى القليل 
من تعب المعنى 
وهو يكسرُ هدوء الارتياب. 
لا شيء يعيد 
للقصائد هذيانها، 
للغةِ وجهها المتعب 
في متاهات اللامعنى. 
لم أكن كعادتي.. 
غريب أحاصر الخريف 
بهزيمة خيبتي، 
أضمِّدُ جرح نبضي 
وهو يسيل دمًا بنفسجيا. 
أحاول أن 
آخذ معي قلبي في جيبي 
وأنا أعبر 
ضياع الأيام 
وصداعَ النسيان، 
عبارة 
تصرخ من شدة الألم البارد. 
موجعٌ هذا الوقت 
وهو يمضي 
على خرائط الهزائم والمقابر! 
عائد من خارج اللامعنى
كائنًا متعب بالجنون،
كأني أنتظر
ولادة أخرى للوقت
من رحم الخوف.
أرتجلني نصًّا بوهيمي العبث
أحرّرني
من هشاشة صوتي الأعمى
أفقد كثيرا
من هواجسي
وأنا أخنق الهواء
بعطش الشك
ولهفة اليأس..
كأني لم أكن
أنا إياه
عطب مطرود من ذهن الفراغ
سؤال عقيم
شوك عالق
في حنجرة الملل،
مجرد عابر سبيل
في زحمة الكلمات
يتنفس رائحة المجاز.
ذ. يحيى موطوال / المغرب


