رفيف غفوة / بقلم: ذ. أحمد ختاوي / الجزائر


مرفوعة إلى نوق استظل بها المهلهل.. فكان على وقعها دباغة جلدي وجلدي في فيافي تعز وعدن، إلى كل طفل يئن في اليمن على مشارف رمضان..
إلى كل حكاية/ دمية في اليمن السعيد، الجريح، أقص هذي الحكايا…
*******
غفوتي دراية
لو كنت َ تدري يا هذا؟؟
وجلْدي من جَلَدِي سحايا
أيها الرصيف الأعمى تفضل
إلق نظرتك الأخيرة على السحايا..
على أشلاء الضحايا…
ما عادت تفصلني عنك فوهة بداية..
ولا نهاية
ولا صخب وشُهب رماية..
ما مددتُ يدي للسقاية
إلا لأعقل نوق الوصاية..
ما عادت تهمني
ولا تعنيني حكايا الخبايا..
مات جلْدي في جَلَدي
عندما مررتُ على البطاح، ألتقط الرزايا..
وشظايا القنابل..
في جحور المزابل
من مغرف إلى مغرف في جوف تعز وعدن..
تفضل أيها الرصيف الأعمى
تفضل أيها الأفطس الباكي..
أقلع جذوري من صناديق السرايا..
ياء وياء وياء وكل البداية..
وللمناداة بالياء ألف وثاني وثالث مطايا..
لا تسألني إن كانت لياء النداء هواية
في أوردتي ما يمتشق ضوء وسراديب المرايا..
يا ذا الرصيف الأعمى، لا تسأل عن
رفيف حمى الغواية

في جلْدي وجَلدي مملكة نجد ويثرب..
تقضم وتخرم تضاريس الدعاية.
مدعومة بفُتات الأجساد المفحمة بمعزوفات المنايا…
صل لربك وأنحر. يا هذا؟؟؟ (2)
قلتَها جهرا حين اشتد اللظى واحتضر.
في واقعة بدر و حين ابتلت أحراش عدن
في أوردتي نص رفيف الغفوة: وصاية
“وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ” (1)
قلتَ سلاما على فصول الحكاية..
لهذا لا تسألني أيها الرصيف الأعمي.
ها أنا أرد الصاع صاعين وكفاية.
أيها الرصيف الأعمى.
أعرب الأسئلة نحوا أو صرفا أو سندا أو نسلا.
كما تشاء.. لا يهمني.
فقط أعرني ما في الجبة، إن كنت صديقي.
زلات لسان العرب والأعاجم معا
هؤلاء الأباترة، الأباطرة الذين يأكلون
من جلودكم وجلودي لٌب ّ الهِمم ْ.
وفواتير “قاب وقوسين” من الصنم.
عفوا أنا لا أفترش بساط هذي الأسئلة.. يا هذا…؟؟؟
يمضغون مغانمكم كالعلك -غجرية- في الملاهي….
ينهشون لحم الاشلاء دُمى،
لحمي ولحمك
يا هذا، بالفرشاة وبالإبر.
يغمسون وَبَرَ نوقكم في مرق التّريد: غُنُما.
ويحمدون الله وإياكم – علنا بخبر المغانم…
لهذا لا تسألني أيها الرصيف الشقيُّ، الأبرص
عن عزوفي ومعزوفات جلدي وجلدي..
عفوا أنا لا أفترش بساط هذي الاسئلة.. يا هذا…؟؟؟
مرصدا، مسنودا إلى خيمة بألف وتد ْ
وإلى ألف وألف حديث بلا سند ْ..
أو ناقة حلوب دوسره
أو دمع ومظالم زبيبة وعنترة..

ذ. أحمد ختاوي / الجزائر


*******

(1) و (2): تضمين من القرآن الكريم، أيات بينات من الذكر الحكيم .



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *