يغزو القلب سحاب الفراق،
كلما توالت لذعات الخيبات من الصديقات
فتتساقط أوراقهن
ورقة تلو الأخرى
كما أوراق الخريف الصفراء!
فراق لأحاديث نسجت ثوب الأمنيات
ودفء المساءات،
فكيف تاهت تلك اللحظات
بين أشواك الكلمات
وأصبحت الضحكات مرة؟
فجأة..
رأيت عيونا تراقبني،
تخرج من متاهات الغيرة
وترميني بأسئلة
أصابت
سهامها صفاء النفس،
سحبت جزءً من روحي
وأطفأت جدوة الوفاء.
تلك العيون حاصرتني
حتى صرت أفهم لغتها.
ولي كلمة السر لفك رموزها
حين ترمقني على غفلة.
سألتني يوما إحداهن:
إلى أي صوت تضم صوت فلانة؟
قلت: لست خبيرة في فرز الأصوات،
ولا أسعى إلى شرائها،
بقدر شغفي بأصوات العصافير وبهديل الحمام وشجو العنادل.
فكلما فكرت في أمر يحيرني
كان الغناء ملاذي وتبسمي.
لن أحمل أوزار الآخرين
فلا حكم لي على قلوبهم
ولن أعصمهم من الغرق
في بحر الحسد والسخرية.
وقلت مرة لشاعرة وعلى تخوم القلب
يعتلي الرجاء:
“فلنحيا كما الغيمات تذر مطرا يغسل الأوزار !”
ذة. خنساء ماجدي / المغرب

