نوارس / بقلم: ذ. عبد اللطيف ديدوش / المغرب


كل الغرقى
كانوا أحلام يقظة
كانوا أعياد ميلاد في أحياء خلفية
لفظتهم اليابسة
نفضتهم الخريطة
فأسرجوا البحر إلى صدى غرناطة
من سوء حظ البوصلة
غرق الغرقى بجرعة هدير
ليثأر الموج من الملاّح
من مكر الصنارة
ما بين ضفتين لا تبغيان
جاد الغرقى بالحقائب للتيار
وانغمروا في الغور كالأصداف
آوتهم شعاب مرجان
حضنتهم طحالب
ناموا في حمى الزعانف
هناك تماهى الملح بالحلم
هناك تمازج الدمع بالموج
هناك قدح ( بوسيدون ) كبريت الحياة
فإذا هم عود أبدي
تناسخ أطياف
أبرقوا كالقناديل
وغنوا موال السنار
لأسراب الحبار
حين شبوا عن المد والجزر
كساهم ريش وجناح
صدحوا بالزعيق
لوحوا كفنارات للصاري والشراع
كل الغرقى صاروا نوارس البحر
حطوا على سطوح الديار
يبثون شجى الأزرق لأمهات
ينثرن قمصان الغرقى على أهداب الغسيل…

ذ. عبد اللطيف ديدوش / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *