باقات هذيان إلى إمرأة غجرية / (2) أنت / بقلم: د. نور الدين دنياجي / المغرب



مدي ذراعيك
أنت..
ما بالك.. لم تضلين جاثمة كأسد غرناطة
لم تمانعينن..
وبقراتك السبع العجاف تأكلنني..
هيت لك..
قبليني قاتلا أو مقتولا،
واغسلي قلبي في طست حنانك الأزلي.
“عشتروت” معبودتي
آن لك أوان..
تأخذيني فيه إلى مدينة الشمس..
بعيدا عن الأشباح الموهمة
والأرواح الهائمة الخائفة..
حيث لا تصلني المخالب
التي تخدش هدوء الليالي
وتدمر الطمأنينة المنكسرة.
عشتروت” تجلي
حتى لا تضحك الجثة المنسية
وتبرز أسنانها الصفراء
في أعراسنا البالية.
عشتروت انفتي من روحك في جسمي
ليندثر الوجل..وانشليني من وحدتي
فأنا لازلت أسير..
في الظل الخفي أمشي لوحدي
ووجهك البشري يذكرني-لازال- بالقيم والوفاء
والحب السرمدي
يتحدى لحظات الصلب والفناء..
وأنت قادمة أخاف أن أنظر إليك،
فلشفتيك حديث وداع
أسمعه -دائما- دون أن تتكلمي،
وأهدابك تحكيان قصة عشق
كانت بدايتها “رؤيا ابراهيم”
وكنت فيها ” الذبيح اسماعيل”..
وأنفاسك تنسج عالما مغلقا أنت فيه “يوسف”
وتأبين..
تأبين..
إلا أن أكون فيه أحد “الأسباط”..
فمدي ذراعيك أنت ولا تبقي جاثمة كأسد غرناطة.

د. نور الدين دنياجي / المغرب


أنقر لقراءة باقات هذيان إلى امرأة غجرية / (1) عودة المحاسبي



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *