بين كل هذا الدمار / بقلم: ذ. نورالدين برحمة / المغرب


وماتوا
وعاشوا
بين كل هذا الدمار
وعدت وقلت
كما قال فيلسوف الشعراء
أبكت تلكم الحمامة ام غنت…
فقط هي …
نقرة على حرف وتبتل الأرض
نكتب حين يعزف الزمان
على وتر الليل
ونقول كما قال رهين المحبسين
أبكت تلكم الحمامة ام غنت …
وأنا أشد بأنامي ذيل ذئب
وأقول للخواء
هذا عويلك الذي افزع
سرب الحمام
لأكون أنا وأنت
فزاعة الحقول
أمر بدرب العشاق كالزاهد
في العشق
وأرسم قبلة على وجه
ذلك الطفل الذي بعثره الصبح
جعل من وجهه خريطة الألم
كل أماكني بين قسماته
مدن
نوافذ
زجاج
لكن ولا بيت للغرباء فيه
فقط هناك بقعة سوداء
بين العين
والعين
قيل عنها غيمة
قد تمطر بعض حين
تغسل جسد الليل
من وسخ النهار
هنا فقط هي و الأرض
نبتنا على جانب الحياة
كالصبار
من عطش
من ألم
ارتوينا وفسقنا من بين الصخور
فكان جوعنا للحب كالجوع للحياة
من عطشي رأيت
تلك الحمامة التي كانت رمز السلام
قد أعياها الانتظار
فكانت طائرة توزع تلك اللعب العنقودية
على أطفال ولدوا بين ركام ودمار
وعاشوا
وصرخوا
وعاشوا.

ذ. نورالدين برحمة / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *