بقليل من الحظ وصلت في الوقت المناسب
لم أكن أتصور أن تجتمع كل قصائدي لتعلن العصيان ضدي..
أن تتجرأ وتشتم وجباتي وترمي توابلي من النافذة
دون أن تستشير حراسي الفقراء..
لم تعد ترغب في العيش معي بنفس السكن..
حتى الملابس التي تعبت في اختيارها وجدتها ممزقة ومرمية أمام البائع الذي استأجر الدكان الموجود أسفل بيتي…، عرفت فيما بعد أنه يبذل كل جهوده ليفوز بعطف قصائدي..
كانت مطالبها بسيطة ومشروعة، لكن ظروفي لا تسمح لي بالبحث عن خيال أو حلة تناسب قوامها..
أستعطفتها أن تمهلني حتى يحل الشتاء
ربما صار بإمكاني حرث أرضي وشراء بذور
مستوردة تساعدني على العيش هذا الفصل..
لابد لها أن تتذكر أني رجل مؤدب،
يعرف مامعنى سعادة قصيدة..
لهذا خيرتها بين مساءاتي وبين دفء مجرة..
سمحت لها بالتسوق واختيار الخضار التي
تساعدها على إعداد أكلات تنسيني غضبي
وغيرتي من جاري الوسيم..
سمحت لها أن تدعو صديقاتها للسهر نهاية الأسبوع..
سمحت لها بترتيب صورها وتعليقها على
بابي حتى يتمتع بها المحبون والعشاق..
تمهلت وسألتها
كيف أساعدك على الحفاظ على نضارة حروفك..
كيف أجعلك تتغلبين على منافساتك..
كيف أجعلك تسابقين الفيلة وتفوزين بعناقيد الذاكرة وسماحة رجال يفترشون قليلا من الخبز والسجائر..
لم أكن أتمنى أن أعيش هذا الموقف الآن..
لكن بقليل من الحظ
استأجرت سيارة لحمل أغراضي إلى السوق الأسبوعي، استعطفت الشعراء كي يُسعدوا المتجولين بجيوب فارغة ليُقنعوا قصائدي بأن تصبح مطيعة ..
ليقنعوها بالانصياع لأوامري و العودة للبيت
حتى أوزعها كيفما أشاء…