في جوف الليل
وأنا أختال في مشيتي
أجوب الحانات..
حانات الليل في الركن المنزوي
من المدينة..
أنعزل بها لأملأ كأسي
من بقايا رشفة الروح
وأحطمه على رأسي
أفرغ زجاجات نبيذ
لم يختمر..
أنهكها صبر الليالي
أزج بها في جوفي
وما عادت تثملني…
أريد أن أغوص في رغوة
تشظت
وفي أعمار السكارى
وأكون أنا العربيد
بينهم
كي تهتز الأرض من تحت
قدمي الجريحتين
ويضيع ارتكازي
وتيهي
لأجدد وقتها وجها
لا يشبهني…
أنا والليل قصيدتان ضائعتان
تائهتان
ميتتان
لكن.. لن يموت كلي
ولن تضيع الأرض
تحتي
ولأنني في زمني الظالم
كنت أُمجِدُ الحرية
وأدعو بالرأفة
لكل الساقطين
والهاوين مثلي
ويغشاني الحَزَنُ
فأموت من العطش
في مركز النبع
لكن الأرض الصاخبة
والقاحلة..
لن تموت
من أجلي…