لا يليق بك النّسيان / بقلم: ذة. سعيدة محمد صالح / تونس


-أمثالك لا بدّ لهم من ذاكرة من ياسمين، محفوفة بأرائك من خيزران رتّبت على طراز عتيق، في طبيعة متوحشّة الإخضرار، على مرمى ابتسامة تعيد لمعة لبؤبؤ عين اللّيل، ذاك الطّويل جدّا، حين تغيب نجومه، الغارق في الحلكة حدّ الهوّة،،،
-أمثالك لا يمكن تركهم على سبيل حديث عابر، بل لابدّ أن يكونوا جوهر الحكاية، كأبطال روايات الحرب، لا يستقيم إعلان الانتصار على العدّو بلا سرد تفاصيل مغامراتهم العاطفيّة،، ولا براعة خططهم، ولا مهارة تصويب سيوفهم، ولا حنكة التخفّي في الخنادق،،، ولا التدقيق في ملامح شخصيتهم المتقدّة التعقيد،،،،
-أمثالك يلزمهم ورق البردى، ومسمار أكاديّ النقوش على جدار الزّمن، و كأس كليوبترا المنّكه نبيذه باللؤلؤ، ليثير حيرة السوال عن ماهيته، وعن سرّ الغموض الذّي حوى ثرثرة الاجابات، المتلاشيّة في وهج أساطير، برعت في دمج معدن الشكّ باليقين، وواقعة الحقيقة بالخيال….
-أمثالك تليق بهم…. ذاكرة من طين، كلّما بلّلها ندى نورك أزهرت في انفلات نجمات، تتناثر على رقعة الاحتمالات،،
-أمثالك خطّوا في الدروب ألحانا، معزوفات استأنس بها المشرٌد وقلبه العليل، واستنار بها بحارّ حين كسر مجدافه وانطفأ له القنديل،،
-أمثالك تليق بهم ذاكرة مخمليّة تحميهم من صدأ النسيان..

ذة. سعيدة محمد صالح / تونس



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *