كن صديقي! / بقلم: ذة. خنساء ماجدي / المغرب


عِقد حبات المطر
ينفرط لؤلؤا وزمردا
على زجاج النافذة.
وريح أيلول الباردة
هلَّت بالذكرى
حيث سرنا لساعات في تلك الحديقة
تحت مظلة الكلمات الرقيقة.
كنا نغزل حكايات تدثر برد الأزقة.
ويرافق أحاديثنا العذبة اللبقة
صدى خطانا الرشيقة.
سوف يذكرك حذائي الشتوي
حينما يطأ أرض الواقع،
غزلك سيرِنُّ من كعبه العالي
على لحن النبضات الأوبرالي
صوتي.. سيعود أدراجه الموسيقية،
سيستغرب نبراته
وهو يردد فيروزياته.
لأنه ماعاد يناديك إلا عبر نغمات أغنية
يتغنى بك صديقا،
لم يكن صدًّا وإنما حقيقة.
وهو يمجد صفاتك الراقية
أحرس بعناية فائقة
أن لا أوقظ تضخم أنا الشرقي،
حينها داهمت خجلي
و ناديتني محبوبتي..
فصولي قاومت غَزَلك المُموْسق
بكل ماأوتيت من رونق
حاولَتْ أن تقف في نصف أيلول
قبل أن تتساقط أوراق الشعر
على ناصية منتصف العمر.
لم أشأ يوما قطف جنان قافية
ذابلة.. و لا أن يزهر الحرف
من اصفرار ربيع الأبجدية
بشمس الصيف الحارقة
على سنابل لغتك الباسقة.
ومازلت تلك الهادئة..
تراقب الطفل المشاكس
وهو يتلف معالم الطريق في اتجاه معاكس
لكي تتوه تلك الصديقة
وتبقي عالقة بين مرج العيون الصادقة
وفراشات ترفرف
بين ياسمين اليوم ونور همسات الأمس
وهي إلى حتفها لاحقة.
كم رصَّفتُ في سبيلي المعاني قطع محَّار
وأنت تخفيها وترش اثرها قطع سكَّر
يذوب السكَّر…
ويبقى في جعبتك الأصداف والبريق.
اسراب الذكرى
لا زالت تجوب الدروب العتيقة
حرة طليقة…
وأنت تتربع تلة العشاق الشاهقة
وتترنم بنشيد النصر
تذكر أني علامة فارقة
في سجل تاريخ غزواتك السابقة
وأني نسخة غير مطابقة
لأنثى ماعاد لها وجود..
في قاموس الرجولة، مارقة
هي الرفيقة !
تلك الصامتة اللبقة.

ذة. خنساء ماجدي / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *