الرحيل / بقلم: ذ. عباس رحيمة / العراق


ماذا ترتجي من يومك
المثقل بالدمار غير حطام من الذكريات؟
لا تقف في منتصف العاصفة
لتستعطف عطف الهاربين
من هول الكارثة بنظرة إحسان،
ولا تبسطها كرغيف خبز للمارة.
لم ولن يستوقفهم الجوع؛
كلهم راحلون.
هنا في اليد إطار وصورة
ومسمار..
حائط ممتلئ.
فقط فراغ قليل في راحة اليد!!!
أضعها.. هنا أو هنا.
وضعت اليد على القلب
وسقطت الصورة….
جهش الجدار بالدموع
وانحنى كقوس من ثقل الحكايات التي روتها عنهم…
قلت له حكايات كثيرة
وقصصاً دونتها على ورق القلب
حينما كان القلم بندقية والكلمة رصاصة، ولون القلب كاكياً بلون الغبار،
والقدم سعفة في مهب الريح من هول الموت،
وطائرات تحلق فوق رأسي
أنزف صوتها دما من أذني..
هم كثيرون لا وقت لي أن أروي حكاياتهم في يوم واحد، بل أفترش الأرض..
لنتقاسم كأس الهم، رشفة لك ورشفة لي..
وليكن الليل بساطا لنا
نحلق به ونصطاد نجمة
نضعها ها أو. هناك،
ونزين الصور!!
وكلما غفت أضواؤها
أوقدها بما يشعل
الضلوع من أسى الفراق إذا رفستنا الأرض وطرقت بحافرها الباب..
وأنهار علينا..
نضرب البساط السهر
بسياط رحيل
ونحلق بصمت
تاركين الجسد الثقيل لها..
تحلق روحانا في السماء
على بساط الله؛ لعل هناك لنا في الجدار حيزا نضع عليه
صورنا ونستريح…

ذ. عباس رحيمة / العراق



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *