لا بد منه.. / بقلم: ذ. عباس رحيمة / العراق


شيء لا بد منه،
لكن القلب يرتعش خوفا
من ذكر اسمه..
الوردة تزهو بحديقة البيت
يانعة فرحة بالصباح المشمس،
يلامس خدها،
أب حنون
نظراتي إلى جارتي
وهي تسقي حديقتها
بملابسها الصيفية المتطايرة
فوق ساقيها،
تترك الهواء
يعبث بثوبها، وشعرها بحرية
تصرف النظر عني
لإلطالة النظر إليها
كي تستفز الرغبة المكبوتة
بعيون جارها الشرقي…
يخاف أن يغلق جفنيه
ويتذكر ذلك الشيء
الذي لا بد منه!!!
ضيف ثقيل الظل ،على مر الوقت
لم يمتلك كياسة الرجل الأرستقراطي…
يداه لم تعرفا يوما
كيف تطرقان الباب…
كي يستأذن له صاحب الدار بالدخول..
يدخل بدون استئذان،
لكن لا بد من الاستئذان له بالدخول
يحمل رسالة
أولها…. وآخرها
هذا الشيء لابد منه!!!
علي أن تقبل
ملوحة البحر
كي أعوم بحرية على موجاته..
كذلك عليً
أن أتقبل وخزة
من شوكة نابتة على جذع الشجرة
لأقطف منها وردة..
وكذلك الحياة!
أتجرع مرارتها ،مثلما ألعق حلاوتها..
عليك ان تكون مهذبا ،ورقيقا جدا،
عندما تردد تحية الصباح إلى جارتك
لتغض النظر كما في المرة
السابقة عن نظراتك
المتطفلة كقط
ينتظر ساهيا، وديعا الفأر…
متى يغفو؟
كذلك لإخماد الطنين برأسي
كي أنام ملء العين.
لا بد أن أتجرع
الخمر الرخيص..
لأنني رجل مولود من العدم
لا أملك شيئ. .
أحب صفير أغصان الشجر!!
يذكرني بجيوبي الفارغة،
لا بد أن أستسلم
لهذا الشيء
كأن مطرقة تنهال على رأسي
أو كسماء حبلى بالغيوم
تقف على هامتي…
دعها تنهال، أو تمر بسلام…
أيها الرسول:
لا بد أن اترك لك الباب مفتوحا
ليسهل لك تسليم الرسالة
وإنهاء الأمر
فأنت عبد مأمور
والموت لا بد منه…

ذ. عباس رحيمة / العراق



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *