أما أنتِ فلا يشبهكِ أحد.. أمارس عليك كل غرابة طقوسي، قد أمشي ألف ميل على جرحي لأقبّلك، أدنيك منّي و أضرم فيك كل نيراني فإذا ما احترقت أعمّد رئتيّ كمجوسيّ ببخور عطرك.. أنساك ألف عام ثمّ أستحضرك بين يديّ، بين إغماءتين أسافر في ثناياك و أعيد ترتيب ملامحك التي بعثرها الغياب، أصنع من جدائل شعرك خيمتنا و من عينيك لؤلوتين، أتتبع تضاريسك كمستكشف داخل كهف، أضيء داخلك فيتورّد خدّاك.. قد أخلف وعداً قطعته لك، أهجر مدينتك، وفي لحظة شغف أحطّم مراياك و أغمس قلمي في دمك القرمزي لأكتب على مرمرك “هنا أحيا نبيّاً”.. أترك عنانك و أنساب مع نسائم الصباح و أنت كمهر بربريّ يمتزج صهيلك بجلبة القرويين، أشير إليك، تشيرين لي فنتبع خطى شعاع لامع من السماء.. هناك نصعد إلى أعلى، هناك حيث اللاشيء ننصهر و نحترق و نذرّ رمادنا لكل مجانين الأرض، هناك اذا أنهينا رقصتنا أعيد خلقك، أمزج لهفة نبضك بدمي و أنفخ فيك فتعودين أكثر عنفوانا كإعصار مداريّ.. ليس غريباً أن يزهر الربيع ونحن في فجوة من زمن الخريف، لنا طقوسنا، لنا غرابتنا ولنا دفء الحياة و نرجسيتها.