تَلاش / بقلم: ذة. خنساء ماجدي / المغرب


تَتَرنَّح الأرصفة ساعة الظهيرة
حينما تُرَقِّص الشمس بناتها
على خيوط السراب!
فيتصبب عرق الذكريات على “جبهتي”
يتلاشى على حجرات القلب العتمة
ينكسر قطع “Puzzle ” ناقصة
على جرح الذاكرة.
‌هنا الذكريات تمشي الهوينا
تتكئ على عكاز الحُرْقة
كسرها معول أرعن، جاهل.
بالأمس كانت الدروب واسعة
في عيون الشمس الصبية
كانت تلك الأمكنة
لها طاقة سحرية
كعصى جنية.
فمتى تقلب الوقت
وتشاجر على مباسم الغروب؟
تغيرت ملامح السماء
بمرور شهب السنين
وٱندست ريح باردة
في فجوات الجدران وزوايا الأقسام
رشقت الأيدي الناعمة
بحبر سري محا كل الخربشات.
ثمة ملامح أضاعت نسْجَها
على رقعة جغرافية الأيام.
لم يعد هناك حارس على باب المدرسة
ولا على بوابة العمر.
أين الضجيج الخارج عن سيطرة “الفقيه”
على حصير *”المسيد”؟
أين شموس النافورة؟
وإزدحام الأرجل الصغيرة
على لعبة *”تِكْشْبيلَة”؟
وصدى ضحكات مشاكسة
تصفع وجه الخريف الزائر؟
أرهقني المسير على أثر العابرين
أُرَمِّم ماتبقى من حجر
يحفظ عن ظهر قلب
هزيج الأنشودة الصامدة
في وجه المدن الشاحبة
حتى نسيت وجهتي.
فمِن أين آتي بذكريات
لكي أملأَ هذه الهُوة
التي حفرت بيني وبين ديار خرساء؟
لم يبق سوى قبضة رمل
في جعبة المستقبل!
وبحر مُتمدد على شطآن النسيان
وهرج نوارس ترتَشِف زَبَد الموْج نخبا..
وعصفورة تائهة ترْتاد المقاهي
تنْقُر فُتات حروف على هوامش الطاولات.
معتوهة، تلْعَق جُرعة من عصير الليمون
في قعْر كأس، تُرِكت على أطرافه
بصْمة شفاه مندملة
بصمْت خانق.

ذة. خنساء ماجدي / المغرب


*المسيد: الكُتَّاب
*تكشبيلة تيوليولا: أنشودة لعبة أطفال



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *