ندوب الياسمين / بقلم: ذ. محمد لغريسي / المغرب


مضى ظلها سريعا..
وتكالب الهوان والزمان
ضدي
والحريق الأزرق -الناضج
مد أصابعه اللاذعة
إلى ثكنة
صدري
وعاث حول دفاتري..
وفي فؤاد – الفؤاد
مليون طلقة
في الحنايا تبغ ذابل
ودمعة..
وأيام الياسمين
انحنت للعاصفة
وهزمتني..
*******
مضى عشقها سريعا
وترجل الشهد
تركني وحيدا
أتعثر في قميص الأمس
وتيهان الخطو،
وحقل الهوى احترق
يا ظلي المشنوق
*******
يا قمرا كالحا
لا تلمس حواجبي!
*
يا ألما
لا تنطلق اللحظة
نحوي
فانا ابن الجنازة
رفيقتي بعثرت خرائطي،
ونعيق الاحراش
أوان لي
ولوني..
*******
مضت اللحظات سريعة
وشردتني نكبات
وكلمات..
*******
والمناديل يا أنت..
ما رق أفيونها،
والشموع الهوجاء..
ما رق حفلها الخارق..
كل الهيام الذي كان
كعيون يوسف..
كل البنفسج انمحى
كعقد ساحرة..
كباقة
شب حولها
غيم
بهيم
*******
مضى الدف ء كئيبا
و: “لا ” لعنتي..
ورمشها المنطفئ
أباد ملاحمي
والمجازات
التي كنت أصوغ في غابات الأنس
جف ياسمينها الدمشقي..
وهديل الشفتين
هجاني..
وتاقت المواجع
إلى بطاقتي
وتاريخي..
*******
مضت الضحكة وانكسرت
والشوكولاته
التي غسلت بها الشريان
تأكسد مذاقها؟
والشاطئ الغزير
الذي توسدت أمواجه
شاخ مده الأفعواني
والكمنجات
التي تراقصت لي
انصرف سمرها
كخريف
وأهال على البارحة
ألف مسألة..
*******
مضت حقا..
وشردتني رنة القرط
ونهدها الحجري
لوث عنوة
قافيتي..
وهمسها
وهمسها أطلق جناحيه
للغياب
وتوسد مثل أرقي
أشرعة الرياح!
*******
مضى زيغها البهي
فجأة
وشردتني..
تركتني..
أجرب سهرة السبت وحدي
أردد موشحات “أبي هذيل”
وحدي
أعالج وهم العشق
رفقة سيجارة عرجاء،
جعلتني أكابد
ما حف بي..
يا أنا..
*******
يا أنا
يا ابن الصخور
يا سندباد البحور..
تبخر رحيقك
وناحت الآفاق
ناحت..

ذ. محمد لغريسي / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *