زِئْبق / بقلم: ذة. خنساء ماجدي / المغرب


كلَّما راودت الحرف
عن نفسه ازداد تمنعا،
وإن راوغته، طاردني
وشد الحِبْر على معصمي
حتى يُزهق أنفاس الكلمات.
مرغْمة،
تظل الروح منشغلة
بطلاسم الكلام
تفك رموز حروف هيروغليفية
على جدران معبد فرعوني
تقتنص فرصة أسطورية
باختراق جدران الصمت
بشعلة بخور
ربما تدلني في متاهة الروح
إلى بقعة ضوء
فيأتي النور
من حيث لا تحتسب…
فهل يصنع التوهُج
حروفا تنطفئ؟
وشبه مرغمة أجسامنا
تحمل شطحات أحلامنا
تتنقل عبر متاهات الحياة
تمشي والخوف جنبا بجنب
وقد تنسى وجهة الشمس.
مازالت خرافة أطلس
تلتصق بأكتاف
ماض مثقل بالخيبات،
بينما تبقى مرايا الروح
مشتعلة إلى الأبد
غارقة في ابتهالات سماوية.
لكن هذه الحروف لا تطاوعني
تنفلت من بين أناملي.
انتحلت خصائص الزئبق
لا تنفصل عن هواجسي
حتى تحولها ذهبا.
لكنني أخاف أن أتنفسها
فتسمم جهازي العصبي
وتؤثر على مناعتي ضد الجنون.

ذة. خنساء ماجدي / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *