قصيدة شبه نظيفة… / بقلم: ذ. المصطفى المحبوب / المغرب


انا الآن في حيرة
أقوم بزيارات عديدة للأسواق الأسبوعية
أتفادى تلك التي تغري زوارها بتخفيضات كبيرة
أبحث عن منظفات بإمكانها مساعدة قصائدي
أبحث عن مبيضات بإمكانها إزالة التهم التي
تقف أمام باب بيتي..
نصحني فضوليون باستعمال منتوجات أجنبية
كلمني أحد أصدقائي عن فقيه مشهور بالأحياء المجاورة
أما أمي فكان لها رأي آخر، قالت لي:
من الأفضل لك
أن تبحث عن قصيدة عذراء
أن تبحث عن قصيدة بأصول نظيفة..
قبلتُ رأسها وتمتمت بكلمات لم تسمعها وقلت:
القصائد يا أمي تشبه البنات الجميلات
لكن لغتها لسوء حظي ترتدي ملابس مختلفة..
بالفعل لم تجلب لي هذه القصائد إلا المذلة والإهانة..
صرت أتأخر في العودة إلى بيتي
ربما يساعدني الليل على الاختفاء دون ملاقاة جارتي التي لا شغل لها إلا تنظيف النافذة المطلة على باب العمارة..
صرت أبحث للأيام المقبلة عن طرق تنجيني من نظرات الجيران والأصدقاء، أما راتبي فلم يعد يتحمل كل
هذه الزيادة في مصاريف الليل ومصاريف المقاهي
والأكل خارج مطبخ بيتي..
بالفعل أنا الآن في حيرة..
حاولت إقناع الجميع بأني
أختار مكان الطبخ المناسب والمعقم،
أختار المقاطع الموسيقية التي لا ترتدي حجابا..
حاولت شرح طرق تربية الكلمات والمجازات..
لم أخجل يوما من أني أصاحب كلماتي للأماكن العامة،
بل لم أخجل حينما أجبرتها على مصاحبتي لأفضل المسابح والبحور، أما المقاهي والمطاعم فكنا نجلس معا ونفكر في أفضل طريقة للهروب..
الآن بعد أن فكرت كثيرا
بدأت أتغاضى عن كلام الناس..
بدأت أدرك أنهم لا يفكرون إلا في نتائج كرة القدم
وتفاصيل أعراس بنات الجيران..
بدأت أفكر في البحث عن أفضل الطرق
لتدوير مشاعري بطريقة سهلة…
بطريقة تمكنني من صنع لغة على مقاس
جسد الحيرة الذي يلفني..

ذ. المصطفى المحبوب / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *