(الثانية والعشرون بعد المائة) كتاب المكاشفات / بقلم: ذ. محمد توفيق العزوني / مصر


ـأرض الله واسعةـ فامش لما سعيت، واعلم أن ما مشيت إليه أضنى خـطاك من بعد كل حاجـة وباتت تحته الأرض أضيق من مساحة كـفـك التي فعـلت ما في وسعـها، فاكتـفـت بالرضا عـضلة القـلب عـن صعـود ربـوة الأمل وقـنع بملحه بكاء العرق حين ارتضيت جــنب حائـط بالـظل، فـقـد أدركت أن الدنيا أصغـر من شقاء رغبته فأثـقـل كاهـلك وأتـفه مـن دمع لم يجــف عـلى ما مضى فـلم يكن غـير محـض سراب، إذ رأيـت الحياة كلها تعـب واحـتدام مـوج ينتهي زبـدا عـلى الشط. فكل ما فـوق التراب من صراع تمخض عـنه دم ودموع انـتهى تحـت التراب أرواحـا تئن إلى ربها من مظالم تلكم الأرض. فلا تندم عـلى مالم تخـتره ولكن شاءت لك الأسباب.

ذ. محمد توفيق العزوني / مصر



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *