مضى حبها
خيولا سريعة
وشردتني الذكريات
صوبت المنية سهمها،
ودمرتني..
مضى حبها
كما ترحل القوافل
سهما نازفا
كانت العبرات.
*******
مضى حبها
وانتهى سريعا كضيف ناشز..
وددت ان أبلل شفتاي..
ببعض الريق
لكن سيوفي
صدئت بغثة
صارت مثل موج عاصف،
عاصف..
*******
مضى حبها سريعا
وشردتني الأمنيات
خارت ذراعي
كما تنق ضفادع الضاحية..
تضاءلت آفاقي
كتلك القلاع المهجورة..
وشب حول الحرائق
حريقي..
أما الماضي-الماضي
فقد شج بمطرقته رأسي
ورمى معاطفه جبالا
على أجنحة مكسورة..
*******
سأنسى..
تبا لمساحيقك
تبا لأنفاسك الباردة
كريح..
تبا لك..
فأنا سبيل لسبيل جديد..
أنا لمع يحث الخطى،
أزهار طلح لا تنحني
أبدا..
*******
تبا..
سأبحر مرة أخرى
في لب برتقالة
باحثا عن خلايا جديدة
وفي ذهني
حلمي..
وفي اليدين
جوقة أعشاب.
*******
مضى حبها خيولا
أقصى من الغم،
أقسى من العبث..
تركتني الضفاف يتيما..
وسط مروج ملح..
شنقتني حواجب الهلال..
طردت وجهي
كما تدمع الأمسيات
بين ردم
ديار
وأطلال..
*******
مضى حبها..
خيولا مسرعة
وشردتني المسافات..
بحثت في الماء عن رواء..
بحثت في الإيقاعات
عن مناخ مؤنس
لكن الرماح
اعتقلتني
اعتقلتني.
*******
مضت أيامها خيولا
في نصف رمشه،
انهدم الركح،
وشردتني..
وانتهيت مضرجا
في دمعتين كاملتين.
*******
مضى حبها خيولا سريعة
كنت أعتقد أن في الخيال
نون..
كنت أظن أن في الوهم
سين..
تركتني نكبتي للصقيع
وزادت في نكبتها..
رسمت نهايتي،
على سنم هزيع
وزمهرير..
*******
مضى حبها سريعا
وفي الحنايا مليون قضية
وفي صدري عوسج ندي
والأيام
غمامة..
غمامة..
*******
اسمع..
أيها المعذب -المعذب،
المذبوح كشاة المواسم
تضرج بخيبتك..
تلك الطيور هجرت أوكارها
تلك الحقول المنكوبة
أوانك المقبل
وفصلك الشتوي..
*******
وشردتني الفساتين المكشوفة
والمناديل الأقحوان
تبخر ريقها،
كل الرقصات انمحى هلامها
كأنها نكتة سيئة
أو حبل
غسيل..
*******
مضى حبها خيولا سريعة
والآهات
والمجازات الشام
التي كنت أصوغها من صمغ اليمن.
والنهار الوارف
الآنف
تاق للموت
والنهاية..
*******
مضى حبها خيولا نافرة،
خد الزعفران قصفني بالخذلان
والهمس الذي كان بلحا طريا
خفت،
وشردتني
تركتني..
أتبتل أشعار الخنساء وحدي
ألجأ إلى صورتي الخلفية
وأمامي:
سرداب
وكلمات تبكي
مثل الأرض.
*******
آه.
آه.. يا ابن الهموم
ضاعت قبعتك وسط الهرج
تلك سيقان القرنفل الضاج
ذبلت..
تلك دردشات الفردوس انتحرت
خلف وديان،
وتاهت
وتاهت..
*******
مضى حبها خيولا
فتشت عن رعشة
وأنثى..
فما عثرت
آويت إلى الأطياف
فأوجعتني الذكرى..
دمرني المحار
من حد الهامة
إلى حد الإبهام
سما كانت الثواني،
غما تفتق غما،
سرابا سربلني
من ألف
إلى
ياء
*******
مضى حبها خيولا سريعة
فارحل..
ارحل يا حبيبي من خواتمها
ترجل عن سلالمها
لا وقت للمنافي يا أخ الشيح
يا جار المزامير
لا تجاعيد لصوتك
بعد الآن..
خذ تعبك وانطلق..
بع زفرتك لمعابد..
كن ما تشاء
يا عبد السماء..
*******
مضى حبها خيولا سريعة
وهمسها السكري
أطلق جناحيه للردى
ورحل
وشردتني
صرت أعالج ليلي الطويل
بقافيتي
وتعاستي
وحدي،
وحدي..
ومضى حبها برقا لاذعا..
وشردتني.