الغريبة / بقلم: ذ. نور الدين الزغموتي / المغرب


مَالَ شُعَاعُ القِنْدِيلْ،
عَلَى صَفْحَةِ جَبْهَتِه.
وَقَدْ أَخَذ َاللَّيْلْ
إِلَى شِغَافِهِ كُلَّ عِبْقِهَا،
وَكَانَتْ عَارِيَّةً مِنْ كُلِّ الذُّهُول،
تَسْتَعِدُّ لِدُخُولِ حُلْمِهِ،
حِينَ مَسَد سُرَّةَ كِتَابَهَا
وَدَاعَبَ صُفْرَتَهُ الصّرِيحَةَ
وَرَتَّلَ نَشِيدَ النُّشُوء.
كاَنَتْ بِلاَدَهُ القَرِيبَة وَ البَعِيدَةُ،
وبَريق عَيْنَيْهَا، وَالبَسْمَةُ التِي
عَلَى ثَغْرِهَا تُلاَعِبُ الفَجْرَ عَلَى
صَدْرِهِ الفَصِيح.
كَانَا شَفْعَا عَلَى ليلَةِ الشِّتَاَءْ،
تُساَفُرُ بِرَاحَةِ السَّكِينَةِ فِي كُلِّ أَنْحَاء
جَلْدِهِ البَدِيعْ،وتُهْدِيهِ صَدْرِهَا المُنْبَثِقِ
مِنْ بَهَاءِ القَصِيدة.. فَجْأَهْ
قالَتْ فيِ خُفُوتٍ:
دَعْنِي للرَّحِيلْ.. لَمْ يَبْقِ فِيكَ مُتَّسَعٌ لِلْمُكُوثِ.
قَالَ: كَيْفَ؟
قَالَتْ: إنِّي غَرِيبَةُ الطِّبَاعْ.
فَقَالَ: إِلْبِسِينِي تَقِيَّةَ البَرْدِ.. إِنِّي فُصُولٌ رُبَاعْ.

ذ. نور الدين الزغموتي / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *