على حينِ غِرَّةٍ من عيونِ القمرِ / بقلم: ذة. سامية خليفة / لبنان


انسكاباتُ الماضي بكأسِها النَّدية تأمرُ قدميَّ بأن تجوبا دروبَ الذكريات. تترنَّحُ أفكاري يُمنةً ويسرة، أستجمعُ قوايَ المشتتةَ. لماذا ترمقينني يا أفكاري بعينِ الغضبِ والاستنكارِ لماذا ترخينَ عن كتفيَّ شالَ الأملِ المزركشِ وتستبدلينه بخرقةِ اليأسِ الباليةِ؟ لن أمسيَ كما غيري كقطعةٍ من حجارةٍ صلدةٍ تتنكَّرُ للأرضِ تشدُّ الرِّحالَ نحو المغيبِ، سألملمُ الحروفَ أوراقًاخريفيَّةً، سأجمعُها لتصيرَ غيومًا أطلقُها غيثًا. كم تأخَّرَ موعدُ الهطولِ! الأمطارُ ستغزلُ فستانَ عرسٍ للشَّهيدةِ لن أدعَكَ يا يأسُ تكملُ حياكةَ مناديلِ الرَّحيلِ، سأكونُ كما الرِّياحُ وفيَّةً فهي لم تمحُ آثارَ ظلالِ الرّاحلين وهم يحملونَ حقائبَهم المليئةَ بالضَّحكاتِ والأحلامِ. نواجذ السخرية تبان وأنا ألملم وأجمع أشلاء علامة السؤال كي أركنها أمام سؤالي: ما الفرقُ بينَ صقيعٍ في الرّوحِ وجمرٍ في خيباتٍ وكلاهما تكدّسا أطنانًا على حينِ غِرَّةٍ من عيونِ القمرِ؟ يا جرارَ الأحلامِ أعلمُ أنّكِ أنتِ الأملُ الوحيدُ المتبقّي على ضفافِ الأماني، لذلكَ سأطمرُكِ في مكانٍ آمنٍ بعدما أقتلعُ منكِ الأشواكَ وأضمِّدُ الجراحَ.

ذة. سامية خليفة / لبنان



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *