جيوب الليل / بقلم: ذ. عزيز السوداني / العراق


ما زلنا نتغزّلَ بماضي الأمنياتِ وما زال زيتُ الفانوسِ القديمِ عالقاً في أحلام الطينِ، ونظراتٌ من (رازونة) أخذت محلَّها نافذةٌ غارقة بالظمأِ حدّ الضجرِ ، تستسقي قبلاً حرّى على شفاهِ النسيم،التنور والناعورُ والمرواحُ والمنجلُ وقصةُ الغرقِ القديمةُ، وحكايات نُسجتْ على ضوء سراجٍ يغازلُ فاكهةَ الشتاء، وعشقٌ ريفيٌّ كتبَ على ضفافِ الشروقِ أغنيةً للمشحوفِ وهو يلاعبُ الماءَ بمجاذفِ الطبيعةِ والجمال، كانت الأيامُ ربيعاً وشمساً، كانت الأحلامُ ظلّاً لا يضيع، هكذا نحن نبحرُ في الذكريات، وننسى من قتلَ خارطةَ الأماني وأشبعَ الماءَ جوعاً ورعباً، وشردَّ العصافيرَ الى حيث الضياع، تقلّبنا الهموم على مضجعِ الفراغِ الموحشِ نقضمُ الخيباتِ بآمالٍ فارغةٍ ندسّها في جيوبِ الليلِ علّنا نصل الى يومٍ خالٍ من قبضةِ الدموعِ، بينما تسارع الينا أنباءُ قصةٍ كونيةٍ تترّبعُ على شحوبِ الطريقِ، والملاذ تُفصحُ عنه السماء

الرازونة: فتحة في بيت الطين أو القصب يدخل منها الهواء كما تسمى في العراق   

ذ. عزيز السوداني / العراق



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *