ظــلال صــمتي دمــوع / بقلم: ذ. المفرجي الحسيني / العراق


بين ظلال الصمت وأغلفة الكلمات كنت مزدحما بالتفكير ،قدماي تشّدان خيوطا واهمة، أكداس من الرغبات المكدسة في زمن اللحظة ،سعلت كي أمالئ أوجاعي ،لكن دون أن ابتسم ، الزورق يسبر البحر الذي أغرقني، الموت بقعة غادرها الحبّ ،هذه الليلة كانت أحزاني صارية، أبحث في مدن الموت عن مخبأ ،هربت، مكثت في الحزن ،طال وقوفي، تماهيت، خلت شجو المساء يضيء جراحي، الليل ينمو ، صمت يفيض بقصف الليل، شعاع غريب من وهج يضيء النجوم ، نار من الهمس تعلو
الارض هاجعة في هدأة غائمة ،قمنا توقفت الأحلام ،عدنا في الاحزان…
غائب عن وطني، قريتي، بيتي ،غرفتي، استيقظت، لم أعثر على يديّ ورجليّ، ينقصني الاحساس، حتى الكلام، غير قادر على الاحجام، على لمس الهواء، لم ينكشف لي جسدي، اخترقت رصاصة ذلك الجسد ،بدأ يتلاشى، تشبثت بأهداب الهواء ،ارتطمت رغم جسدي الغائب ،أعترف قبل نهايتي ،لَوّحت وبكيت، سبقتها مناديل ،علقتّها على عينيّ، كي تحفظ لي بقاياي ،أتردد في ضم الغياب من هاويته العميقة ،صامتتان شفتايّ، تحدق، صفراء تضم أزهاري وآلامي ،ميت أبحث في جروحي أهمس بعمري الغائب، ثم أبرد ،كنت قد زرعت بذرة، أورقت بعدي ،تلمع في مساءاتي، تذكرني بخطأ غياباتي ،يزرع الاحياء السدرة، المهووسين بالموت والظلمة، لنسيان الحياة أبكي وأمسح الدمع، بأصابعي أعدها من خلال مرآتي، دون أن أسحقها، عصفور رآها، سقط هامدا في عينيّ ،عندها تسلقت شجرة الهواء، نسيت أن أقيس طول حزنها ،كلما تسلقت، سقطت ورقة من دموعي

ذ. المفرجي الحسيني / العراق



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *