هذا الصّباح… / بقلم: ذة. سعيدة محمد صالح / تونس


رغم اختياري للعزلة
ولصناعة كوب من القهوة
ل_أنا وحدي.. لأخوض غمار التّراشق بعذب الحنين
و لسع القرار!!
هذا الصّباح
أفلت من زمامه الوقت
سيبعث من جديد من طبقة رطبة
تحت أقدام شجرمارد في جوف الغابات
وسيكتسح ببقاياه سطح النّهر
ولا يسعه الوقت الضيّق
ليجري على مسافات بعيدة
يمرّ بجوار رجل نفض لتوّه جبتّه
وهو يطالع نشرات قديمة
ويعيد ترتيب أمسه ويحلّل ما حدث
ولحظته تنجرف بهدوء في المجرى
وهو مثلي لا يراها تُسرق منه
ومن الصفحات الأولى يتوّقف
يتذكّر موعد الصّلاة…
بخفّة المتعوّد، يبرمها،
وفي مقبض يده يدّسها
فتنقذه من رتابة مميتة
لقد جرّب معنى ان تحيا الأشياء، والاسماء الكبيرة
على صفحات مترهلة لجريدة صفراء
حفظت تفاهات العالم،
وسخرت من كلّ شيء حدث
وكانت في يده شاهدة بعين أصابها الغبش
على تيه العالم على ظهر قلب كلمة،،
أوشك أن يهمس في السّطور
كلاماً يشبه الحكم….. غير أنّ وخزة طفيفة
ألمت به… شخّصّها بوعكة ندم…
كيف أموت وفي بالي رقصة متمرّدة،،
كيف أقضي خالي الوفاض؟!
وكان النّهر بمحافل مياهه مشرع للسباحة
كنت مغفلا،، أدمنت وقتي جريدة صفراء
وضفاف أجمل ما فيها.. رؤية أوراق تتطاير على سطح الماء!!

ذة. سعيدة محمد صالح / تونس



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *